يرجع ارتفاع الذهب في السوق المحلية، حسب مصادر أمنية موثوقة، إلى تسجيل عمليات تهريب نحو الإمارات العربية، ولا تزال المراقبة متواصلة على مستوى الدوائر الجمركية لضبط الكميات، بعد أن كانت السوق الوطنية وإلى وقت قريب مرتعا للذهب السعودي، الذي يأتينا عبر سفريات الحجاج الميامين، ورجال الأعمال كونه يحمل ضمانات ويسوق بأسعار معقولة، إلا أن المعادلة التي لم يهضمها متتبعي السوق، تلك المتعلقة بالعرض والطلب، حيث أحدثت موجة التهريب ندرة المادة على مستوى الأسواق المحلية، قابلها ارتفاع الأسعار الذي فتح الشهية ل''سماسرة الذهب'' في الأسواق الموازية قصد التحكم في سير عمليات البيع والشراء. وحسب مصادرنا فإن سوء تنظيم السوق وعدم إقرار قوانين نهائية توقف احتكار''السماسرة''، أدى إلى تنامي ظاهرة تهريب الذهب الجزائري، وتداول ذهب الدول الأخرى، خصوصا وأن جودة الذهب المحلي زادت من الطلب عليه خارجيا وبأثمان قياسية تنمي عائدات المهربين، لقاء جلب ذهب الدول -المتوسطة النوعية - وبيعه بالجزائر على أساس معايير الفئات الأولى• تقربت ''الفجر''،أمس، من صائغي الذهب بالعاصمة للحديث معهم عن الغلاء المسجل في عملية تسويق الذهب محليا، أين بلغت قيمته ذات النوعية ''الفئة الأولى'' 4000 دينار للغرام عند البيع، فيما استقر الذهب العادي عند 3000 دينار، وذلك باستخدام ''الطابع'' الذي يؤدي مهمة الضمان في صلاحية المادة• أما في غياب ختم الضمان، فإن الذهب يتوقف عند حدود 2500 دينار، فيما يسترجع الغرام الواحد من الذهب المكسر بقيمة 1500 دينار• السوق الموازية انتعشت لغياب الرقابة القانونية وقد استاء الصائغون من تلاعبات السماسرة بالسوق الموازية، إلى جانب غياب رقابة قانونية ردعية على تداول الذهب دون ''الطابع''، حيث تتراوح أسعار الغرام من الذهب ''بالطابع'' بالسوق الموازية بين 2800 و2950 دينار، ومعيار القياس فيها ليست الجودة، إنما نوع المجوهرات من '' مسايس أو سلاسل وخواتم''• في حين تباع الصياغة ''بلا طابع'' بسعر 2200 دينار، ويسترجع الغرام بحوالي 1700 دينار حسب ''درجة الصفاء''، التي أصبحت حديث الصائغين سواء التجار القانونيين أوالفوضويين، بعد أن تم خلط الذهب بمواد أخرى يصعب اكتشافها عبر وسائل الكشف المتعامل بها، في غياب أجهزة أكثر دقة للحد من الغش التجاري• وقد ساهمت هذه العوامل في انتعاش سوق الذهب الموازية رغم ارتفاع الأسعار، أين سجلنا إقبال كبير خلال استطلاعنا لسوق ''لعقيبة والرويسو'' بالعاصمة، تراوحت فيها المداخيل اليومية بين 2000 إلى 10 آلاف دينار، والنساء أكثر تجار الصياغة بهذه الأسواق نظرا لارتباطاتهن بالمجوهرات، فيما يعمد المقتنين إلى شراء الذهب '' بلا طابع'' رغم نقص ضماناته، لكن كما يقول أهل الحرفة ''الطابع يطبّع والدينار ايندّر''•