تتميز هذه المدينة بطابعها السياحي حيث زرقة البحر والمناظر الطبيعية الخلابة، وتعرف منذ القدم بالمدينة التي لا تنام، فلياليها لا تعرف السكون، فهناك تنشط الحركة البشرية بعد الغسق لتفتح مجالا آخر للمتعة والفرجة لمن لا يملك جيوبا منتفخة، وفي جو يطبعه صخب الموسيقى المنبعث من الملاهي السبعة القريبة من بعضها البعض، وحركة النسوة اللائي يستقطبن جمهورا كبيرا يقبل عليهن من الولايات المجاورة كسطيف مثلا خاصة وأن هذه الأخيرة لا تتوفر على مثل هذا النوع من التجارة المربحة، وكذا نشاط بعض المحلات التجارية التي أرادت هي الأخرى أن تنتعش من ديناميكية الليالي• الحماديين، علوي، سيفاقس، السفير الأزرق، قصر الشرق والسطح الكبير • • مركبات سياحية تتوفر على حانات ومراقص تشغل المئات من الفتيات أغلبهن من المدن الغربية، أرغمن على العمل بحثا عن لقمة العيش، أغلبهن مطلقات يتكفلن بتربية أولادهن، يتنقلن بين الزبائن بحثا عن المال والنشوة العابرة• إذ من الشروط المفروضة عليهن من قبل مسيري هذه الملاهي تقديم مبلغ مالي لا يقل عن ألفي دينار في شكل تبريحات متتالية أو دفعة واحدة، ناهيك عن تكاليف استهلاكها الخمور بشتى أنواعه، وعندما يقترب الفجر يبدأ مسلسل المفاوضات حول سعر المبيت الذي لا يقل عن 5 آلاف دينار، ويضطر العديد من الزبائن للاستنجاد بأصحاب الشاليهات نظرا للأسعار المعقولة مقارنة بغرف الفنادق التي لا يقل المبيت بها عن 3 آلاف دينار• ومع تراجع بورصة ''البفارة'' و''الخضارة'' في المدة الأخيرة، تضطر النسوة للخروج إلى الشارع بحثا عن الزبائن بأي ثمن لتغطية تكاليف إقامتهن، مما حوّل المدينة إلى ملهى كبير• ولهذه الأسباب ثار سكان المنطقة الأسبوع الماضي وقاموا بغلق الطريق مطالبين بوضع حد لهذه الظاهرة، وتقنين نشاط الملاهي والحانات مع تكثيف الرقابة على الشاليهات والشقق المؤجرة• وتشير معطيات مستقاة من أحد التجار أن عمارة بأكملها غير بعيد عن بيت الشباب لمدينة تيشي تم تأجير معظم شققها لنساء الكباريهات، وهدّد السكان باحتلال الشوارع ما لم تتدخل الجهات المعنية لأخلقة تحرك هذا النوع من النساء• وتؤكد وقائع القضايا الجنائية التي نظرت فيها محاكم الولاية أن انطلاقتها ودوافعها وأسبابها ''أم الخبائث''• ونشير في الأخير إلى أن بعض مسيري الفنادق قد شرعوا في أخلقة وتقنين نشاطهم، كما هو الشأن بالنسبة لفندق الخليج الذي يتميز بموقع سياحي ساحر، ويعتبر من أقدم المؤسسات الفندقية بالولاية، حيث أشار مسيره الشاب رضا أن إدارته قد اتخذت عدة إجراءات عملية للسمو بسمعة المؤسسة، مع إدخال تعديلات في نمط التسيير وفي الجانب الجمالي من ذلك تعزيز مداخل الفندق وتجهيز جميع قاعاته بأجهزة الكاميرا، لمراقبة كل التحركات لوضع حد نهائي للمظاهر المشينة، وحماية الزبائن الذين أصبحوا يشعرون براحة البال أكثر من أي وقت مضى•