كشفت حركة مجتمع السلم عن مشروع تنظيم جديد يعرف ب ''جيل الترجيح''، مهمته ''إعداد جيل قيادي ذي كفاءة واقتدار يقود المجتمع الجزائري إلى النهضة الحضارية الشاملة ويساهم في نهضة الأمة، ليكون بذلك التنظيم الثاني لحمس بعد '' شمس''، وهذا في محاولة واضحة من الحركة لملء الفراغ الناجم عن خروج كل من جمعية الإصلاح والإرشاد والكشافة الإسلامية الجزائرية من عباءة أبوجرة• وحسب المتتبعين، فقد خصصت حركة مجتمع السلم سنة 2009 لرأب صدع بيتها وإعادة حساباتها بالاعتماد على عنصر الشباب في استراتيجية جديدة واستعمال غطاء التنظيمات الجمعوية، وكان آخرها إعلان رئيس الحركة، أبو جرة سلطاني، انطلاق مشروع تنظيم جديد يحمل اسم ''جيل الترجيح'' بعد أقل من أسبوعين عن تأسيسه لتنظيم شباني تحت اسم ''شمس''، في محاولة واضحة لتعويض الفراغ الذي تركه انصراف منظمات معروفة بولائها لحمس، ويتعلق الأمر بكل من جمعية الإصلاح والإرشاد والكشافة الإسلامية الجزائرية، على خلفية النزاعات التي نشبت بين قادتها وقيادة حركة مجتمع السلم، يضيف المتتبعون• وحسب بيان الحركة، المنشور عبر موقعها الإلكتروني، استفادت حركة مجتمع السلم من بلورة هذا المشروع بفضل مساهمات بعض الأساتذة كطارق السويدان، علي الحمادي، أسامة التكريتي، مشيرا إلى أن ''الحركة اختارت النموذج الذي يناسبها وفقا لأهداف استراتيجية تتلاءم ونمط المجتمع الجزائري وعدد سكانه، ومن حيث قدراته وموقعه وهوامش الحرية المتاحة فيه''• وعليه، تم توجيه الرؤية إلى فئة من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و25 سنة، ممتدة إلى 15 سنة، مقسمة على ثلاث مراحل، ويتم في السنوات الخمس الأولى تهيئة 1200 قائد شاب مثقف، ماهر وقوي عبر 480 بلدية، تمثل 80 بالمائة من سكان الجزائر، ثم تمدد التجربة إلى كافة بلديات الوطن خلال 15 سنة القادمة، يضيف البيان• وسطرت حركة مجتمع السلم برنامجا لتكوين الدفعة الأولى من الشباب المقدر عددهم ب 1200 شاب في علوم الدين والشريعة والتاريخ الإسلامي والإعلام الآلي والاتصال، وهذا وفق منهج يرتكز على أربعة محاور أساسية، هي العلوم والمعارف، التي تجعل قائد المستقبل رجلا عالما بالرسالة التي يحملها وبالعلوم الشرعية وغير الشرعية التي يرتفع بها، إلى جانب السلوك الذي يؤهله لاستحقاق قيادة غيره بالقدوة والاستقامة، حسب ما جاء في بيان حركة حمس• وشرح البيان كيفية التعامل مع هذا المشروع من خلال اللجوء إلى لجان فنية يشرف عليها مفكرون وسياسيون مقتدرون ومدربون من خارج الوطن، حيث ستطبق خلال الدورات التدريبية الطرق التربوية التقليدية الناجحة، كالأسرة والدورة والمخيم والوسائل التعليمية العصرية المبتكرة، وعلى رأسها منهجية التعليم عن بعد ووسائل التدريب المتنوعة التي تضمن ترسيخ القناعة• وانطلقت حركة حمس في تشكيل الأفواج الأولى ببعض الولايات، وفق معايير محددة للمنخرطين، أهمها سمات التميز العقلي والبيئي والخلقي، على أن لا يٌسمح بنمو الأفواج وتمددها في المكان والزمان، إلا بقدر تحقيق النجاح، حسب نص البيان• ويرى الملاحظون أنه إذا ما نجح أبو جرة سلطاني في توسيع الانتشار للتنظيمين الجديدين ''شمس'' و''جيل الترجيح''، فإنه استطاع تدارك ما فاته وحقق نجاحا يغطي من خلالها الفراغ الذي تركه انصراف جمعية الإصلاح والإرشاد والكشافة الإسلامية الجزائرية عن الحركة، ويحول النزوح إلى استقطاب يجعله يحافظ على المكانة السياسية لحمس•