انتهى لقاء المغرب والبوليساريو غير الرسمي بمدينة دور شتاين بالنمسا، وعلى مدى يومين بحضور كريستوفر روس، الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ومراقبين من الجزائر وموريتانيا، بالاتفاق على استئناف المفاوضات، وهو ما كانت تسعى إليه الأممالمتحدة• قال روس إن الطرفين اتفقا على استئناف المفاوضات بروح جدية، مشيرا إلى أنه سيحدد بالتنسيق مع الطرفين موعد ومكان اللقاء المقبل، واصفا مفاوضات النمسا بأنها كانت صريحة ومفيدة، خاصة وأن اجتماع النمسا بين المغرب والبوليساريو، الذي جرى بعيدا عن أعين الصحافة، كان يهدف إلى الإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات حول النزاع في الصحراء الغربية، في حين انتهت الجولات السابقة من المفاوضات التي جرت بمدينة منهاست بنيويورك بالفشل• وأضاف روس للصحافيين إن ''المشاورات جرت في جو من الانخراط الجدي والصراحة والاحترام المتبادل''• وأعلن أن ''الوفدين جددا عزمهما على مواصلة المفاوضات في أقرب وقت ممكن'' مشيرا إلى أنه كمبعوث شخصي للسكرتير العام للأمم المتحدة سيحدد تاريخ الاجتماع القادم ومكانه بالتشاور بين الطرفين• ولم تستبعد مصادر متابعة للمفاوضات أن يبادر روس إلى عقد جلسة عمل قصيرة في وقت لاحق يطلب فيها من رئيسي وأعضاء الوفدين المغربي والصحراوي التعهد بقبول خيار الحل السلمي النهائي والشامل للنزاع حول الصحراء المغربية، بحيث يتطابق مع الأهداف والمبادئ المحددة في قراري مجلس الأمن رقم 1754 و1783 الصادرين في العام 2008، بالإضافة إلى قبول جدول أعمال ثابت، وليس جدول أعمال مفتوح لجولة المفاوضات الخامسة• كما أعرب مصدر أممي عن اعتقاده أن روس سيشدد على ضرورة أن يكون تمثيل الوفدين المغربي والصحراوي على مستوى رفيع خلال جولة المفاوضات القادمة• ويعود الصراع بين المغرب والبوليساريو إلى عام 1975 عندما أقدمت المملكة على احتلال الأراضي الصحراوية عسكريا باقتحام أكثر من 300 ألف مغربي للحدود، فور خروج الاستعمار الإسباني عقب اندلاع ثورة تحريرية بقيادة البوليساريو، رغم أنه قدم العملية إلى الرأي العام الداخلي والدولي على أنه تحرك شعبي أسماه ب ''المسيرة الخضراء''، حيث قررت البوليساريو مواصلة ثورتها التحريرية ضد المستعمر الجديد، وتوصلت وساطة الأممالمتحدة عام 1991 الى اتفاق لوقف إطلاق النار، واقتراح إجراء استفتاء لتقرير مستقبل الإقليم، لكن مساعي تنظيم الاستفتاء لم تكلل بالنجاح بسبب مناورات الرباط ورفضها لقائمة الهيئة الناخبة الصحراوية مع اختلاق الذرائع كل مرة• وفي مناورة جديدة للالتفاف حول مطلب حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير الذي تبنته الأممالمتحدة في مختلف لوائحها وإعطائه تفسيرا ومفهوما ذاتيا يتناقض مع كل التطبيقات التي عرفتها الشعوب المستعمرة من قبل، يطرح المغرب حاليا مقترح الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية كحل للنزاع وكخيار وحيد مناقضا بذلك ثقافة التفاوض، بينما تصر البوليساريو على تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الإقليم يضع السكان أمام عدة خيارات، سبق للأمم المتحدة وأن اعتمدتها، منها الاستقلال والانضمام إلى المغرب أو الحكم الذاتي•