توصّلت جبهة البوليساريو والمملكة المغربية إلى الاتفاق على الذهاب لجولة خامسة من المفاوضات الرسمية، وهذا في ختام المفاوضات التمهيدية التي جمعتهما بمدينة دورنشتاين النمساوية يومي 10و11 من الشهر الجاري وقال الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء الغربية، كريستوفر روس، إن جبهة البوليساريو والمغرب ''اتفقا على مواصلة مفاوضاتهما في أقرب وقت ممكن بعد تبادل وجهات النظر''، مؤكدا أنه سيقوم في ''أقرب وقت ممكن'' بترتيب عقد جولة مباحثات أخرى تهدف إلى اجتياز المأزق الذي وصل إليه النزاع الذي يرجع إلى 34 عاما. وأكد روس الذي أشرف على اجتماعات دورنشتاين، في بيان صحفي وزعته الأممالمتحدة على وسائل الإعلام، أن المفاوضات ''جرت في جو من الحوار الجدي والصراحة والاحترام المتبادل''، وأن الطرفين ''جددا التزامهما بمواصلة مفاوضاتهما في أقرب وقت ممكن، وسوف أقوم بتحديد الموعد والمكان للاجتماع القادم بالتشاور مع الطرفين''. ولم تتسرب معلومات حول مجرى المباحثات التي أخذت شكل اجتماعات مغلقة، بإلحاح من الوسيط الأممي الذي طلب من الوفدين الصحراوي والمغربي الامتناع عن الإدلاء بتصريحات للصحافة خشية تأثيرها على جو المباحثات. غير أن بعض التقارير الإعلامية تحدثت عن حدوث تشنج بين الجانبين المتفاوضين، بسبب تمسك الوفد المغربي بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للقضية، في حين رفض ممثلو البوليساريو هذا الطرح بشدة، مؤكدين على ضرورة تنظيم استفتاء لتقرير المصير. كما ساهمت تصريحات رئيس الوفد المغربي، وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، في وضع المراقبين في صورة ما جرى خلال المفاوضات، حيث قال الفهري للصحافة عقب اختتام الاجتماعات إن ''الصحراء مغربية وستبقى مغربية''. من جهة ثانية، لم يشر البيان إلى موعد ومكان انعقاد الجولة الجديدة من المفاوضات الرسمية، غير أن بعض المصادر رجحت أن تعقد في غضون ثلاثة أشهر بالولايات المتحدةالأمريكية، أو بعاصمة أوروبية. وشاركت الجزائر وموريتانيا في المفاوضات، بناء على دعوة من الأممالمتحدة، بصفتهما بلدين ملاحظين في النزاع، واقتصرت مشاركتهما على حضور الجلستين الافتتاحية والختامية. كما أجرت الأممالمتحدة مشاورات مع كل منهما على حدة. وكانت المتحدثة باسم الأممالمتحدة في فيينا، آنا توماس، قد قالت سابقا لوكالة الأنباء النمساوية إن الهدف من الجولة الخامسة من المفاوضات التي لم يحدد موعدها بعد، هو إيجاد ''حل سياسي متوازن ودائم ومقبول من الطرفين ويحترم حق تحقيق المصير للشعب الصحراوي''. للتذكير، فقد سبق أن التقى طرفا النزاع في أربع جولات من المفاوضات ببلدة مانهست الأمريكية، برعاية أممية، وفشلت هذه الجولات في تحقيق تقدم نحو إيجاد حل للقضية.