دعا أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتع السلم إلى الاهتمام بفئة الشباب كونها الثروة الثمينة، التي لايمكن استيرادها أو شراؤها بأي حال من الأحوال، مطالبا في الوقت ذاته بفتح المجال أمامهم لإبداء آرائهم في المشاكل الاستراتيجية، مستشهدا في ذلك بتولي شباب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لمناصب جد حساسة ونجاحهم بامتياز في أداء مهامهم على غرار مصعب بن عمير الذي كان أول سفير في الاسلام رغم صغر سنه• وأشار رئيس حركة مجتمع السلم خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال الجامعة الصيفية للحركة، والتي انطلقت فعالياتها أول أمس الخميس، وستتواصل إلى غاية يوم 16 من الشهر الجاري، تحت شعار ''الشباب والتحديات الكبرى'' بحضور مكثف للمناضلين الذين غصت بهم قاعة المحاضرات التابعة لجامعة امحمد بوفرة ببومرداس وكذا عدد كبير من العلماء والمشايخ على غرار ''منير الغضبان''، ''أحمد نوفل'' الى جانب عدد من الوزراء والسفراء العرب، إلى التناقضات التي يشهدها العالم مما أثر سلبا على الشباب وتتمثل هذه التناقضات حسب رئيس الحركة في الوفرة التي تشهدها دول الشمال المتقدم، في مختلف المجالات فيما يشهد العالم الثالث ندرة كبيرة في مختلف المنتوجات وحتى غياب الديمقراطية التي اعتبرها بمثابة ندرة معنوية• التناقض الثاني الذي يشهده العالم هو سهولة الحصول على السلاح في الدول المتخلفة، يقابله عجز كبير في الحصول على رغيف خبز وماهو حسبه إلا نتاجا لتشجيع النزاعات المسلحة ما أدى الى ظهور المعارضات اللاجئة، فنشأ شباب لايعرفون أوطانهم وأصبحوا بذلك شبابا دون موطن وهوية، والذي تفاقم في ظل التناقض الثالث المندرج ضمن تحول مفهوم المواطنة التي تغيرت من الهوية إلى الانتساب الجغرافي• فيما يتمثل التناقض الرابع والأخير في القلق الذي أصبح يطبع البشرية لاسيما شريحة الشباب، حيث أن هذه الأخيرة أضحت تعيش حالة غير مستقرة جعلتها لا تعرف توجهاتها وتبحث عن المجهول، وبالنظر إلى هذه التناقضات التي تشوش على الشباب وتؤثر عليه سلبا، نوه أبو جرة سلطاني إلى التحديات الكبرى التي تواجه الشباب الجزائري بالدرجة الاولى، ثم العربي والاسلامي، مركزا في سياق حديثه على الأهمية البالغة للشباب، معتبرا إياهم القوة التي ينبع منها التغيير والثرة التي لاتزول ولا يمكن شراؤها واستيرادها بحال من الأحوال، قائلا إن الشباب عملة غير قابلة للصرف إلا في سوق الشباب وغير قابلة للتداول إلا باسمهم، فإذا تحرك الشباب غيروا النظام'' وأكبر تحد يواجه الشباب - حسبه - هو تحقيق معادلة الاطعام من الجوع والأمن من الخوف، مشيرا إلى خروج الشباب الجزائري من الازمة الداخلية التي دامت 17 سنة باحثا عن الأمن والاستقرار السياسي والأمني، وكذا الرفاه الاجتماعي بالتطور الاقتصادي، ويتمثل التحدي الثاني في البحث عن الهوية، حيث أن ثورة الاتصال التي يشهدها العالم شوشت على هويتنا وأفكارنا، حتى أنها شوشت على صناع القرار في اتحاذ قرار هادئ وسلمي كون العالم متحرك ومتسارع الأحداث• وختم أبو جرة سلطاني كلمته بالتحدث عن المنهاج أو الأسلوب الذي يجب اتباعه مع الشباب، حتى تتاح لهم الفرصة لتحقيق آمالهم وخدمة أوطانهم، مركزا على ضرورة زرع الثقة في نفوس الشباب وفسح المجال لهم لإبداء آرائهم وتوجهاتهم، مع ربطهم بالله والهوية بأبعادها الأربع، اللغة العربية الوطن الجزائري، الدين الاسلامي والعمق الامازيغي، إلا أن تحقيق كل هذا لايأتي إلا بالعمل الجاد والإرادة القوية والفهم السليم لما يجري حولنا من أحداث متناقضة ومتسارعة، مشددا على ضرورة التكيّف مع العولة دون التصادم معها أو الذوبان فيها، وهذا أهم تحدّ يواجهه الشباب الحالي•