بعد سفر فاق ثلاث ساعات انطلاقا من العاصمة، حطت ''قافلة الفجر'' بمدينة الجلفة و بالتحديد بساحة محمد بوضياف، حيث حظيت بأحسن الاستقبال من طرف سكان الولاية الذين عبروا عن فرحتهم الشديدة بهذه المبادرة القيمة التي قامت بها جريدة ''الفجر''، خصوصا وأنهم من قرائها الأوفياء• وعرفت القافلة إقبالا من طرف مواطني ولاية الجلفة الذين أكدوا لنا أن هذه المبادرة الأولى من نوعها منحتهم منبرا حرا من أجل الحديث عن مشاكلهم وتطلعاتهم وانتقاداتهم، كما أنها جسدت معنى الصحافة الجوارية في أبهى صورة• وكان توزيع نسخ من جريدة ''الفجر'' هدية من طرف طاقمها بطريقة فريدة من نوعها، عن طريق ''الرولرز''، نال إعجاب المواطنين، متمنين تكرار هذه المبادرة في القريب العاجل• ولاية الجلفة عاصمة اولاد نايل، من بين أكبر العروش العربية، هي الولاية الوحيدة التي تحدها 9 ولايات، تتميز بتربية الماشية؛ حيث تعتبر الولاية رقم واحد من حيث تعداد رؤوس الماشية بأكثر من مليون رأس، في حين يصل الإنتاج السنوي إلى مليون ونصف رأس، إضافة إلى صنع القشابية الوبري التي تمثل أغلى وأثمن وأرقى الهدايا التي تقدم من طرف سكان الولاية الكرماء للضيوف الوافدين إليها• كما تنتشر الزوايا في عدد من بلديات الولاية ويمثل الإمام والعلامة سي عطية مسعودي رحمه الله الأب الروحي للسكان• وتعود تسمية ولاية الجلفة، حسب القصص الشائعة، إلى مجموعة من العرب الرحالة الذين مكثوا للراحة بالمنطقة، وفي غضون ذلك قاموا بتناول بما يسمى عندنا ''الدلاع'' حيث نسوا السكين الذي شطروا به الفاكهة بعد رحيلهم، ولما احتاجوا لهذه السكين لم يجدوها، فقال أحدهم لقد نسيناها في الجلفة، ومعناها في قشور الفاكهة ومنه أتت تسمية الجلفة التي تطلق على المدينة إلى يومنا هذا• خلدون• ع رغم التطور الذي عرفته مختلف الألبسة ''قشابية الوبري'' بالجلفة لازالت تحافظ على مكانتها رغم التطور الحاصل في عالم الألبسة والموضات التي أصبحت مرتبطة بالمواسم وتسويقها الذي يعتمد على وسائل دعائية متطورة، إلا أن القشابية الوبري بولاية الجلفة ورغم عراقتها لازالت تمثل أرقى الألبسة وأنفعها في فصل الشتاء، ويتفق الجميع على أنها أحسن من الألبسة الجلدية أو ''الكاشمير'' ويعتبر النسيج اليدوي حرفة يشترك فيها كل سكان بلديات الجلفة ال.36 يحضر الوبر بطريقة يدوية بحتة، فبعد الغسل الجيد وإزالة جميع الشوائب والأتربة العالقة بالمادة الأولية وبعد تجفيفها توجه للخلط بالوسائل التقليدية (الثنثار - المشط -) كي تتجانس ألوان المادة الأولية، وفي مرحلة متقدمة تبدأ أولى خطوات الغزل، حيث يتم (بشم ) الصوف أو الوبر يدويا، أي خلطه بواسطة آلة يدوية مكونة من جزءين تدعى القرداش، يتم تقطيع الصوف أو الوبر إلى أجزاء قابلة للفتل ومن ثم تشكل هذه الأجزاء في شكل خيوط رفيعة أو متوسطة السمك، حسب المنتج المراد نسجه وذلك بواسطة آلة يدوية تدعى المغزل تقوم ربة البيت من خلاله بفتل الخيوط بالحركة الدائرية للمغزل• وتحدد كمية المادة الأولية اللازمة للإنتاج من خلال تقدير ربة البيت• وبعد تحضير هذه الكمية تنطلق عملية التحضير لإعداد آلة النسيج المكونة من عدة أجزاء• ويتم إعداد آلة النسيج بطريقة جماعية (ثلاثة أشخاص) شخصان يجلسان مقابل الوتدين والآخر يمرر لهما الخيط الخاص بالنسيج بشكل أفقي ذهابا وإيابا بين الوتدين المثبتين جيدا في الأرض، وفي نفس الوقت يقوم أحد الجالسين قرب الوتدين بنسج ما يسمى بالنيرة والتي تلعب دورا هاما في تسهيل النسيج وضمان عدم تشابك الخيوط والترتيب الدقيق للخيوط العمودية في آلة النسيج اليدوي (المنسج )، وبعد انتهاء هذه المرحلة تحمل الجملة بأكملها على أعمدة وتثبت فيما يسمى بالمنسج• طلال ضيف فندق ''الأمير'' أولى لبنات تكريس السياحة بالمنطقة يعتبر فندق ''الأمير'' بوسط مدينة الجلفة أقدم المرافق السياحية بالمنطقة، حيث استغرق إنجازه أكثر من عقدين من الزمن، حسب تصريح صاحبه الحاج العقون التونسي، كما يمثل فندق ''الأمير'' اللبنة الأولى في تأسيس النشاط السياحي بولاية الجلفة، خصوصا مع النمط العمراني الذي بني به، بالإضافة إلى ما يملكه من امتيازات؛ حيث تم تصنيف الفندق في خانة الفنادق ذات النجمتين ويحتوي على 50 غرفة وثلاثة أجنحة، بالإضافة إلى قاعة محاضرات في الطابق السادس، حيث يتم احتضان أكبر الفعاليات والملتقيات بالولاية• كما يحتوي الفندق على مطعم بسعة 250 مقعد، إضافة إلى مقهى وحظيرة للسيارات وهي كلها امتيازات تضع الفندق في الريادة بين فنادق المنطقة• ويتحدث الحاج التونسي عن واقع السياحة في ولاية الجلفة، مؤكدا أن التجربة لازالت لم تكتمل بعد، خصوصا وأن الولاية لازالت في حاجة إلى الكثير من المرافق التي تعمل على تفعيل النشاط الفندقي ''لأن مهامنا وخدماتنا لا يمكنها أن تكون إلا بتواجد شركاء آخرين''• ويرى الحاج التونسي أن مشروعه الذي استغرق أكثر من 20 سنة لم يأت اعتباطا، بل جاء من أجل دفع عجلة التنمية والسياحة والتعريف بولاية الجلفة التي تمتلك إمكانات كبيرة يمكنها أن توفر مداخيل بالعملة الصعبة للخزينة العمومية• ويوجه صاحب الفندق رسالة من خلال ''قافلة الفجر'' إلى السلطات المحلية بالولاية للاهتمام بقطاع السياحة وتطويره، الأمر الذي سيؤول حتما بولاية الجلفة إلى أن تكون من أكبر الأقطاب السياحية الوطنية• وفي ختام حديثه، اعتبر الحاج التونسي أن ''قافلة الفجر'' مبادرة قيمة تستحق التشجيع• خ•ع زوار القافلة جيلال حرفوش ولد الصفراني (صحفي بجريدة ''لانوفال روبليك'') ''الفجر'' مساحة إعلامية استطاعت فرض نفسها وسط الكم الهائل من العناوين واستطاعت أن تجلب إليها القراء بولاية الجلفة لتصل إلى حد الإلحاح لتوسيع وزيادة النسخ• ومن بين الملاحظات التي سجلتها خلال مسيرة الجريدة بهذه الولاية أن أغلب قرائها من النقابيين والطبقة المتوسطة والفقيرة كونها أقرب الصحف إلى انشغالاتهم وهمومهم وهذا ما تثبته المتابعات القضائية التي لحقت بالجريدة والتي في كل مرة تنتهي ببراءة مراسلها والكل يعلم في الجلفة أن جريدة ''الفجر'' استطاعت أن تعري التجاوزات وتكشف الكثير من الفساد الذي أوصل العديد من المسؤولين إلى العدالة• وأغتنم الفرصة لأذكر بجرأة مراسلها الذي اقتحم وفتح الكثير من الملفات الحساسة والخطيرة وتبقى الجريدة من بين المكاسب التي تعتز بها ولاية الجلفة وغيرها من ولايات الوطن كونها إضافة في صالح المواطن والمصلحة العامة• بوساسي بوفاتح (حلاق) نشكر جريدة ''الفجر'' على هذه المبادرة التي تتمثل في النزول إلى ولاية داخلية كولاية الجلفة وفي هذا الجو الحار وهذا دليل على أن إدارة ''الفجر'' تعمل على كسب أكثر عدد من القراء ووضع كل المعلومات تحت تصرف المواطنين، وأتمنى أن تواصل هذه الجريدة على هذه الطريقة لأن النجاح في اعتقادي لن يكون إلا بمقابل التعب والجهد المتواصل• وفي الأخير أشكر طاقم ''قافلة الفجر'' على الاستقبال الرائع والروح الخفيفة التي أرغمتنا على الوقوف عندهم وقضاء لحظات ممتعة• السيد مسعود ولآد سعيد أولا أنا من قراء ''الفجر'' الأوفياء والجريدة ليست غريبة عني، بل أنا مواظب على قراءتها ومتابعة كل مواضيعها• و''الفجر'' جريدة أظهرت نيتها وطموحها في رفع التحدي والمنافسة وأنا متابع للقافلة منذ بدايتها وهي فكرة رائعة من أجل الترويج لها وإيصالها لأكبر عدد من القراء• وربما من بين الأسباب القوية التي جعلتني ألازم قراءة الفجر موضوعيتها في طرح القضايا والهدوء في التناول وعدم الانسياق وراء الإثارة التي لا تؤدي غلا للفشل في رإيي.