أصدر أمس الدكتور سعد بن الشثري عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء السعودية، فتوى بتحريم ذهاب المصابين بفيروس ''أش1 أن ,''1 أو ما اصطلح عليه من قبل ''أنفلونزا الخنازير''، إلى أماكن التجمعات مثل المساجد والأماكن المقدسة، ومنها الحرمان الشريفان• ونقلت أمس صحيفة ''عكاظ ''عن المفتي قوله ''إنه من علم أنه مصاب بمرض معد كأنفلونزا الخنازير، أو كان ناقلا له، فإنه يحرم عليه الذهاب إلى أماكن التجمعات العامة ومن ذلك العمرة''، واعتبر الدكتور سعد بن الشثري أن ''ذهاب المصابين إلى أماكن التجمعات العامة قد تؤدي إلى صد المؤمنين عن الإتيان بالطاعات''• واستند المفتي إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم الناهي عن إيذاء المسلمين ''المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده''• وتعد هذه الفتوى ردا على الفتوى الأخيرة للشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار القضائي بوزارة العدل السعودية، والتي تعتبر أن ''من مات بمرض أنفلونزا الخنازير فقد مات شهيدًا''، دون أن تشير إلى علم المعني بالإصابة مسبقا أم لا، والتي استشهد فيها بما ورد عن حديث للرسول صلى الله عليه وسلم في قوله ''••• من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد''• وقال العبيكان إن ''انتشار هذا المرض بالشكل العالمي والسريع بين الناس يعد من الوباء الذي يفتك بالناس، كما هو وباء الطاعون''• وتضاربت الفتاوى حول أداء مناسك الحج والعمرة وسط الانتشار المستمر لفيروس ''أش1 أن''1 بين مفت بجواز تأجيل الحج والعمرة، وبين محرم لأداء هذه المناسك بالنسبة للمصابين، وبين من يعتبر أن موت المصاب بهذا الداء في الحج شهادة• أما عن الجزائر فقد رأت وزارة الشؤون الدينية أنه من ذهب إلى الحج وهو مصاب بمرض أنفلونزا الخنازير فهو آثم، في إشارة إلى كل من يحاول التحايل على الترتيبات والضوابط للذهاب إلى الحج، كما حدث السنة الماضية، وهو نفس ما ذهب إليه الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، بقوله إن من لجأ إلى تزوير البطاقة الصحية من أجل التمكن من أداء مناسك الحج والعمرة فهو آثم، وأضاف أن من شروط وجوب الحج أن يؤمن الحاج على نفسه وصحته، حتى وإن توفر المال اللازم، وبالتالي فإن خشية المرض الفتاك كإنفلونزا الخنازير تعد مبررا لتأجيل الحج والعمرة، وحذر من جريمة تزوير البطاقة الصحية، أو التحايل بأي شكل لأداء الفريضة، مشيرا إلى تنافي مبدأ ''الغاية تبرر الوسيلة'' مع الإسلام، الذي يشترط لتحقيق الغاية الشريفة أن تكون الوسيلة مشروعة، ومن يفعل ذلك ويحج فهو آثم لإيذائه المسلمين، حسب إدريس• وبشكل عام، فقد أدى انتشار المرض إلى تسرع البعض في إصدار الفتاوى بشكل فردي ما دفع ببعض الحكومات إلى التبرؤ منها، بينما ذهبت حكومات أخرى إلى غلق الباب أمام أي مخاطر، مثلما أقرته تونس، خاصة وأن الحديث عن موسم الحج سابق لأوانه، كما أن مخابر الصناعة الصيدلانية أعلنت عن أنها أعدت لقاحا فعالا، وسيشرع في توزيعه منتصف سبتمبر الداخل، حسب منظمة الصحة العالمية•