في اجتماع أوباما مع الرئيس البرازيلي اليساري لولا في 17 آذار/ مارس ,2009 روى نكتة اليمين الجمهوري عليه، يتمنون أن يذهب أوباما إلى البرازيل ويدخل غابات الأمازون فيضيع ويتيه في الغابات بلا عودة، لولا قهقه ضاحكاً في حضور الوكالات والفضائيات• الآن في دوامة أزمة النظام الرأسمالي العالمي؛ يتململ في الفقر والتهميش خمس مليارات عن البشر، في قارات العالم الثالث والجنوب• وبلغت خسائر الأسهم في البورصات في شهر تشرين أول/أكتوبر 2008 مبلغ 2800 مليار دولار = 2 تريليون وثمانمئة مليار دولار• وأفاد صندوق النقد الدولي (21 نيسان/ أبريل 2009) أن الكلفة الإجمالية لخسائر الأزمة المالية العالمية تقدر بنحو 054,4 تريليون دولار (الولاياتالمتحدة 612,2 تريليون دولار، أوروبا 193,1 تريليون دولار، اليابان 149 مليار دولار)، وأضاف أن اقتصاد الصين سيحقق نسبة نمو سنوية تبلغ 5,6 في المئة، لكنها سنة مالية صعبة للغاية على الصعيد العالمي• ولإعطاء صورة عن مأساة تحويل العالم سوق مضاربات نقدية ومالية وفق قوانين السياسة الاقتصادية النيوليبرالية (الأسواق تضبط نفسها)، بدل ضبط أوضاعه الرقابية بشفافية لتطوير الإنتاج والخدمات الأساسية لحياة البشر، نشير إلى أن فيضانات العام 2008 أفقدت نحو 100 مليون من سكان إفريقيا وجنوب آسيا القدرة على تأمين الغذاء، قابلها برنامج الأممالمتحدة بقيمة 800 مليون دولار، يذهب نصف المبلغ على الأقل على تكاليف النقل والشؤون الإدارية• هكذا عالم السياسة النيوليبرالية في يومنا، 800 مليون دولار تخصص لمائة مليون جائع على مساحة عام كامل، أي 8 دولارات سنوياً لكل جائع، في مقابل 6 ستة آلاف مليار دولار تخصص لتصحيح أوضاع سوق العولمة الرأسمالية المالية الوحشية النقدية، وتعويض مغامرات ومقامرات حيتان المال المصرفيين وصائدي الأسهم الهابطة ''الأسهم المسمومة'' في البورصة، المغامرين بأموال مليارات البشر العاملين ودافعي الضرائب من كل أقطار العالم، بعد سياسات ونشاطات العولمة الرأسمالية الأمريكية وبلدان المركز الرأسمالي، وانتقال الأموال بين الدول والأسواق بدون ضوابط رقابية وشفافة، وتحت عنوان ''الأسواق تضبط نفسها''• الإحصائيات تشير الآن أن المستفيد من المغامرات والتعامل اللا انضباطي في أسواق المال في المصارف العالمية وعلى الصعيد الدولي تقارب المليون، وبذلك يكون كل واحد من هؤلاء ''الحيتان'' ساهم في تبديد وتبخير ستة ملايين دولار، وبين المسؤولين الكبار عن المصارف وإدارة الأموال ما تقاضى 100 مليون إلى مليار دولار (ألف مليون) منحاً تشجيعية لتحقيق حسابات وهمية• ومن هنا صيحة رئيس وزراء الصين في قمة أوروبا - آسيا الاقتصادية (بجينغ 25 تشرين أول/ أكتوبر 2008) ''يجب وضع حلول للفارق الكبير بين الاقتصاد الوهمي والاقتصاد الفعلي'' و ''إصلاح النظام الرأسمالي المالي الدولي''• صيحات أوروبا، واليابان، روسيا، وأقطار النمو السريع في العالم الثاني الصاعد، والثالث الناشئ؛ تدعو الآن إلى إعادة ''تأسيس وتقنين الرأسمالية''، إلى ''تدخل الدولة في الاقتصاد'' إلى ''الرقابة والشفافية'' فقد انهارت ادعاءآت النيوليبرالية ''لا تدخل للدولة، لا رقابة'' وأنهار ادعاء ''الأسواق تضبط نفسها''• إنها الأزمة الرهيبة في الرأسمالية، ولا أقول أزمة الرأسمالية، فالبديل الديمقراطي التقدمي غير جاهز في الميدان• الرأسمالية المتوحشة، المأزومة، ''لا تسقط إذا لم توجد في الميدان القوة الاجتماعية القادرة على إسقاطها''• هذه القوة الاجتماعية ليست موجودة اليوم في مجتمعات الرأسمالية المدينية، ليست جاهزة لتشكل وتقدم البديل الديمقراطي التقدمي، رغم الاضرابات والمظاهرات المليونية الصاخبة في الاتحاد الاوربي والولاياتالمتحدة وبلدان المركز الرأسمالي الأخرى في العالم•