قيل لي إن ما تصرفه الدولة على التحقيقات التي تقوم بها لتحديد قائمة الفقراء قد يصل ثمنه إلى أضعاف ما تقدمه للفقراء من مساعدات في إطار قفة رمضان! الطريف في الأمر أن الدولة على مستوى البلديات والولايات ومصالح الأمن المحلية تجري تحريات دقيقة حول الأشخاص المرشحين لأن يكونوا فقراء عن جدارة واستحقاق! وفي السنوات الأخيرة كانت وزارة التضامن تتفاخر بكون عدد الفقراء يزداد من خلال ازدياد قفة رمضان ! لكن الآن أصبح العدد يتناقص - ولا يتجاوز المليون فقط - ربما لأن الفقر في الجزائر يتراجع! وربما لأن الدولة وظفت العديد من البطالين ليس في قطاع الإنتاج ولكن وظفتهم في مجال إعداد قوائم الفقراء وتوزيع الصدقات على الفقراء والمساكين وحتى أبناء السبيل والأمهات العازبات! والحق يقال: إن الحكومة الجزائرية تصلح لأن تكون جمعية خيرية جيدة••! ولكن تحت الرقابة المشددة كي لا يقوم أعوانها بتحويل تبرعات هذه الجمعية الخيرية إلى وجهة أخرى غير وجهة الفقراء! الحكومة الجزائرية تبدع في أساليب التسيير وتوزيع الثروة على المواطنين! فتوزيع ثروة البترول على المواطنين بواسطة أسلوب التصدق على المواطن أفضل من توزيعها على هذا المواطن بواسطة القول بأنها حق من حقوقه في هذه الثروة ؟! فالحكومة تفتخر بأنها تقوم بجني الحسنات في رمضان من خلال التصدق بقفة رمضان على المحتاجين•• ولذلك فالحكومة تضمن الجنة لأعوانها في الدنيا بواسطة السطو على بعض هذه الصدقات، وتضمن لهم الجنة في الآخرة بواسطة الدعوات التي يطلقها المواطنون المعوزون الذين تصل إليهم قفة رمضان ! لهذا استحقت حكومة الجزائر بأن تكون رائدة إفريقيا في مجال الحكم الراشد ؟!