قفة رمضان..بين المحتاجين والانتهازيين مليون لمحتاجي الأحياء الراقية وفقراء الأحياء الشعبية يتعاركون على الزيت والسكر ...الكل يعلم أني بطال ولا أملك وظيفة، منذ 15 يوما وأنا ألهث وراء ملف الحصول على القفة وفي النهاية رفضوا منحي بطاقة محتاج، جارنا لا يملك شهادة إقامة ومع ذلك سجلوه في قائمة المحتاجين.. يا ناس.. يا عالم.. أنا فقير. * * تعددت المشاهد. لكن صور الفقر تطفو مجددا مع عودة شهر رمضان الكريم، ولمدة تزيد عن 15 يوما فتحت جل البلديات أبوابها بتأسيس لجان خاصة لدراسة ملفات الفقراء المحتاجين، ومع دخول الأسبوع الأخير قبل حلول الشهر الفضيل انتهت أغلب البلديات من إحصاء عدد المحتاجين، فعلى سبيل المثال استقبلت بلدية باب الزوار شرق العاصمة أكثر من 3000 ملف فقير، فيما ستمنح القفة فقط ل 1400 محتاج، مما يضع السلطات المحلية أمام مشكلة تسجيل أسامي الفقراء التي تستحق القفة فعلا. * جرد هؤلاء، أحدث فوضى أمام بعض البلديات التي رفض فقراؤها العودة بملفاتهم دون تسجيل أنفسهم ضمن قوائم المستفدين، "سليمان" 43 سنة، متزوج، وأب لخمسة أطفال، بطال، لكنه لم يخف علينا بأنه يعمل بناء عند أحد الخواص بأجر زهيد، يتحدث قائلا: "اتجهت إلى بلدية باب الزوار لتسجيل نفسي ضمن المحتاجين فأخبروني أنه لا بد من بطاقة محتاج، فقمت بكل الشروط من استخراج وثيقة عدم العمل، شهادة الميلاد، عدم عمل الزوجة.. وعندما سلمتهم الملف رفضوه، لأني لا أملك بطاقة إقامة أصلية، فأنا مؤجر لبيت من غرفتين". * * مليون لمحتاجي البلديات الغنية ومحتاجو البلديات الفقيرة يتعاركون على الزيت والسكر * ستعمد كل ولاية إلى تخصيص غلاف مالي مقدر ب 100 مليون سنتيم لكل بلدية، على أن تساهم هذه الأخيرة بقسط آخر من المال لدعم ميزانية قفة رمضان، وإلى جانب ذلك خصصت وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية بالخارج قيمة ميزانية قفة رمضان لهذا الشهر ب 03 ملايير دينار، لكن ومع ذلك قيمة المبلغ قد لا تكفي بالمقارنة مع ارتفاع عدد الفقراء والمحتاجين، ففي جولة استطلاعية قادت "الشروق اليومي" إلى بعض البلديات، كشف لنا مسؤولو المصالح الاجتماعية حجم الكارثة بين عدد المسجلين للحصول على القفة وقلة الميزانية المخصصة لذلك، إذ بلغ متوسط كل بلدية من عدد العائلات المعوزة ما يفوق 500 محتاج، وفي هذا سجلت ولاية حيدرة التي تحسب على البلديات الراقية أزيد من 600 محتاج حسب الأرقام التي قدمها لنا عضو مجلس بلدي، كاشفا أنه تم تخصيص ما قيمته 10 آلاف دينار لمعوزي البلدية، فيما كشفت مصادر مسؤولة عن بلدية المرادية، إحصاء 180 معوز حسب ما أكده عضو منتخب بالبلدية، وتم تخصيص ما قيمته 7000 دينار لهؤلاء. * أما فيما يخص فقراء بعض البلديات الفقيرة في العاصمة، سجلت على سبيل الذكر بلدية خرايسية، والمقرية، إلى جانب بلدية عين طاية، إحصاء عدد كبير من الفقراء والمعوزين يتراوح ما بين 7000 فقير ومعوز و1000، وسيتحصل فقراء هذه البلديات على مبالغ تتراوح، ما بين 2000 و2400 دينار، فيما ستخصص بلدية العاشور قفة بمحتوياتها الغذائية لمعوزيها المقدر عددهم ب 1500 معوز، وخصصت بلدية القبة، أزيد 180 مليون سنتيم، وقد توزع نقدا أو في شكل مواد غذائية. * ومن البلديات التي ستوزع القفة في شكل مؤونات غذائية، نجد كل من بلدية جسر قسنطينة التي ستوزع 2000 قفة، نموذج من البلديات الفقيرة، فيما لاتزال بلديات عدة لم تحدد بعد كيفية توزيع القفة على غرار بلدية القبة، فيما أكد عضو بلدي في بلدية الحراش للشروق اليومي عن تخصيص 2000 قفة، أما فيما يخص بلدية براقي فينوي مسؤولوها حسب مصادر مؤكدة تخصيص ما قيمته أكثر من 300 مليون سنتيم، وتم تسجيل أكثر من 3000 معوز بالبلدية، وهي بذلك واحدة من اكبر البلديات التي سجلت عددا كبيرا من المعوزين. * * غربال قائمة المستفيدين يسقط مئات الفقراء المزيفين * بدءا من استخراج وثيقة عدم العمل، التقاعد، التأمين، الضمان الإجتماعي، وكلها وثائق يستلزم لها وثائق أخرى تتمثل في شهادة الميلاد، الجنسية، الإقامة، الشهادة العائلية، شهود للإمضاء على وثيقة عدم عمل رب الأسرة، رفقة الزوجة، وفي النهاية بطاقة محتاج يستعملها صاحبها مرتين في العام، إحداها للحصول على المحفظة أو منحة التمدرس المقدرة ب 3000 دينار، والأخرى للحصول على قفة رمضان، طرح علينا عدد من ممثلي رؤساء البلديات قضية وجود عدد من الفقراء يدرجون شهادات إقامة لمعارفهم في أكثر من بلدية بغية الإستفادة من القفة لأكثر من مرة واحدة، مما جعل البلديات تشدد على إجراءات طلب الحصول على القفة، وعلى رأسها تجديد ملفات المعوزين ممن حصلوا على القفة السنة الماضية، مع اشتراط شهادة الإقامة الأصلية، وفي ذلك كشف رئيس بلدية جسر قسنطينة السيد عروس موسى عن إجراءات طلب مثل هذه الشهادة الضرورية بعد اكتشاف تسجيل عدد من الفقراء المزيفين من ولايات مجاورة وحتى من العاصمة بغية الحصول على القفة لمرتين. * * إلغاء عدد من ملفات المعوزين بسبب اكتشاف حالات للتزوير وانتحال الشخصية * سجلت عدة بلديات على غرار "القبة، باب الزوار، الأبيار" إلغاء عدد من ملفات المواطنين المحتاجين بسبب وجود تجاوزات وعدم استكمالهم للوثائق الضرورية، وفي أغرب ما تلقيناه من مصالح الشؤون الاجتماعية للبلديات المعنية، أشخاص استفادوا العام الماضي من قفة رمضان، أعاد أقاربهم تسجيلهم ضمن القائمة بالرغم من وفاتهم، وهو ما خلق عبءا جديدا على مصالح مختلف البلديات للتأكد من وجود الأشخاص المستفدين من القفة على قيد الحياة، حيث كشف لنا في هذا الصدد مسؤولو إحدى البلديات بالعاصمة حادثة طريفة، بعد إقدام شخص على إعادة تسجيل إحدى قريباته للحصول على القفة توفيت نهاية السنة الماضية. * * عينة من بعض البلديات رفقة مستلزمات القفة * محتويات قفة رمضان لعائلة مكونة من 5 أفراد * 1 كلغ سكر * 500 غرام قهوة * 5 كلغ سميد * 2 كلغ فرينة * 500 غرام طماطم * 250 غرام مارغرين * 1 كلغ لوبيا * 1 كلغ عدس * 1 كلغ أرز * 1 لتر زيت