مطاعم الرحمة وقاعات الحفلات مستعدة لاحتضان الفقراء تحضيرا لشهر رمضان المعظم بادرت مختلف البلديات المتواجدة على مستوى ولاية الجزائر العاصمة، إلى الاهتمام بالظروف العائلية الخاصة بالعائلات الفقيرة أو العائلات قليلة الدخل. وبالرغم من الظروف الصعبة التي تعرفها العائلات خلال هذا الشهر المعظم إلا أنها تستقبله مثلها مثل العائلات الأخرى التي تستعد ماديا لمعايشة أيام شهر رمضان، خاصة أن القفة المخصصة من طرف البلدية لا تغني ولا تسمن من جوع، فتضطر بعض العائلات للخروج إلى الشارع لطلب لقمة عيشها رغم صعوبة الموقف بالنسبة لبعض العائلات التي لم تعتد على مواجهة المجتمع بهذه الطريقة، خاصة وأنها تتنازل عن حقها من الاستفادة من قفة رمضان. وحسب تصريحات بعض رؤساء البلديات، أكدوا أنه تم اتخاذ إجراءات صارمة فيما يخص الاستفادة من قفة رمضان والقضاء نهائيا على التلاعبات التي كانت تحدث، لاسيما وأن بعض العائلات كانت تستفيد من قفة رمضان رغم أنها ليست بحاجة إليها، ناهيك عن التنظيم الذي سيميز مطاعم الرحمة عبر مختلف البلديات، حيث ستكون الأولوية للفقراء القاطنين على مستوى البلدية، إلا أن هذا لا يمنع من ضم الفقراء المتجولين عبر مختلف البلديات. بلدية العاشور تخصص 250 وجبة يوميا لعابري السبيل أكد إبراهيم بن طيبي، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية العاشور، أن مصالحه لن تتوقف عن دعم العائلات المعوزة نظرا لغلاء المعيشة التي تميز شهر رمضان المعظم، حيث خصصت ذات البلدية 5 آلاف دينار، ستوزع من طرف أمين الخزينة خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، مضيفا في ذات السياق أن توزيع القفة سيكون على الشكل النقدي، خاصة وأن العائلة المعوزة أدرى باحتياجاتها الضرورية. في السياق ذاته أفاد إبراهيم طيبي أنه تم تخصيص 400 مليون دينار جزائري لمساعدة عمال البلدية في إطار لجنة الخدمات الاجتماعية، كما قامت البلدية بتخصيص 30 ألف دينار لفتح مطعمين للرحمة بالمدرستين المتواجدتين على مستوى البلدية تعمل على تحضير 250 وجبة يوميا لعابري السبيل. 2800 قفة للمعاقين والمسنين ببراقي من جهتها بلدية براقي خصصت 2800 قفة لفائدة العائلات المحتاجة خلال شهر رمضان الكريم مركزة على العائلات التي تضم المعاقين والمسنين بهدف الحد من المعاناة التي تعترضهم، خاصة وأنهم عاجزون عن خدمة أنفسهم. هذا، حسب ما أفاد به قطاف المسؤول الأول عن العلاقات الاجتماعية والثقافية، أنه سيتم توزيع قفة رمضان بطريقة منتظمة ويومية حتى لا يتم حرمان أية عائلة محتاجة من برنامج شهر الرحمة، رغم أن القائمة جهزت من طرف مصالح البلدية بعد أن تم التحري عن العائلات التي تحتاج فعلا إلى هذه القفة. ... وببئر خادم 5 آلاف دينار للعائلة الواحدة بلدية بئر خادم، وعلى غرار البلديات الأخرى، لم تتأخر عن التحضير لشهر رمضان، حيث خصصت 5 آلاف دينار لكل عائلة معوزة، خاصة أن عدد العائلات المحتاجة التي أحصتها مصالح البلدية تقدر ب 1000 عائلة. وحسب تصريحات المسؤول الأول عن الشؤون الاجتماعية فإن القفة الخاصة بهذا الشهر الكريم ستوزع نقدا بدل تقديم القفة بالمواد الغذائية التي يمكن للمواطن المحتاج الاستغناء عنها، في حين يستعمل تلك المصاريف في احتياجات أخرى يراها ضرورية، خاصة أن احتياجات الأسرة من بين أهم الأسرار التي يرفض المواطن الجزائري الإدلاء بها لغيره ولاسيما أن بعض العائلات، يقول ذات المسؤول، تخجل من التقدم أمام مصالحهم لطلب قفة رمضان رغم أنها من حقهم. في ذات السياق أكد المسؤول الأول عن الشؤون الاجتماعية، أن البلدية ستبادر إلى فتح ثلاثة مطاعم للرحمة تقوم بتقديم أكثر من 100 وجبة يوميا. 2000 قفة موجهة للعائلات المعوزة أكد مقدم الصادق، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الدويرة، أن مصالحه قامت بإحصاء العائلات المعوزة التي ستستفيد من 2000 قفة، حيث ستقدر قيمة القفة الواحدة ب 250 ألف سنتيم، مضيفا في ذات السياق أنه سيتم توزيع القفة كما كانت توزع، بمعنى أنه سيتم وضع المتطلبات الضرورية التي تحتاج إليها العائلة الجزائرية من زيت، سكر، عينة وسميد وغيرها من المواد الغذائية التي يحتاج إليها المواطن الجزائري. وأضاف رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الدويرة أن تقديم قفة رمضان في شكل حوالات يزيل عنها الاسم المعروفة به منذ سنوات طويلة. تخصيص ما يفوق ال 200 مليون سنتيم ببوزريعة صرح نور الدين المكلف بالشؤون الاجتماعية لبلدية بوزريعة، أن مصالحهم بصدد دراسة آخر الملفات المقدمة من أجل الاستفادة من قفة رمضان، حيث قدر عدد الملفات المدروسة في الأسبوع المنصرم ب 455 ملف. وأوضح ذات المصدر أن البلدية فتحت باب التسجيلات للاستفادة من قفة رمضان انطلاقا من شهر أفريل المنصرم حتى يتسنى للمعنيين بالتسجيل إعادة تجديد ملفاتهم، وحتى يكون هناك متسع من الوقت للجنة المكلفة بدراسة الملفات للتأكد من صحة المعلومات المقدمة بالملف حتى تذهب قفة رمضان إلى مستحقيها من العائلات الفقيرة والمعوزة. وللعلم فقد تقرر هذه السنة البدء في توزيع قفة رمضان أسبوعا قبل دخول شهر رمضان من أجل تمكين العائلات من تلبية احتياجاتها قبل دخول الشهر الكريم. من جهته أكد المكلف بالشؤون الاجتماعية لبلدية بوزريعة أنه تم تخصيص 200 مليون سنتيم في حين حددت ميزانية الإطعام ب 10 ملايين سنتيم، فيما ينتظر أن تتدعم هذه الميزانية بإعانة من الولاية، حيث طلبت بلدية بوزريعة من مصالح الولاية أن ترفع إعانتها إلى 200 مليون سنتيم حتى يتسنى للبلدية تغطية الطلبات المتزايدة للعائلات الفقيرة على القفة. أما عن محتوى القفة، فيقول المكلف بالشؤون الاجتماعية إنها عبارة عن مبلغ مالي لم تحدد قيمته بعد، إلا أنه بناء على بعض المعطيات قد يصل إلى 5000دج. للإشارة حددت بلدية بوزريعة أيضا ميزانية خاصة بالختان، حيث قدر عدد الأطفال الذين ينتظر أن تتكفل البلدية بهم 40 طفلا، إضافة إلى إقامة الحفل وتقديم الهدايا. قاعات الحفلات تفتح أبوابها لإطعام المعوزين أكد جل أصحاب قاعات الحفلات على أن شهر رمضان فرصة لا يمكن تجاوزها للإكثار من القيام بالأعمال الخيرية ومشاركة الفقير فرحة هذا الشهر الكريم الذي ينقضي بسرعة، حيث تقوم هذه القاعات بتخصيص بعض المساحات منها وتحويلها إلى مطاعم خاصة بالفقراء وعابري السبيل. ومن بين قاعات الحفلات التي قصدتها يومية ''الحوار'' تلك المتواجدة على مستوى بلدية القبة وتحديدا بحي المنظر الجميل حيث يعمل أصحاب مختلف تلك القاعات على تحضير كل الاحتياجات الضرورية قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان من طاولات كبيرة وكراسٍ، إلى جانب المواد الضرورية لتحضير الأطباق الجزائرية المعروفة وهذا من أجل مشاركة المعوزين قضاء الشهر الكريم، خاصة وأن القفة التي تقدمها البلدية غير كافية ولاسيما بالنسبة للعائلات التي يفوق عددها 6 أشخاص، كما يعمل أصحاب قاعات الحفلات على توفير الظروف والأجواء التي تميز شهر رمضان كوضع الأناشيد الدينية والأشرطة الخاصة بتلاوة القرآن لتحسيس هذه الفئة المعوزة بالأمان، كما أن تبقى القاعة مفتوحة إلى غاية صلاة التراويح حيث يتجه هؤلاء لقضائها ليقوم العمال المجندون في خدمة هذه الفئة بتنظيف القاعات من جهة وتقوم بالتحضيرات الأولية ليوم غد من جهة أخرى.