وبدأت عجلات تدخل الدولة في الاقتصاد تدور بما هو أبعد من ''الكينزية''، بتدخل الدولة بسياسة اقتصادية جديدة ''برنامج إصلاحي اجتماعي اقتصادي''، ''خطة اقتصادية جديدة'' ''النهج الجديد'' - ''NEW DEAL'' لمعالجة أزمة رأسمالية ''الكساد الكبير'' 1929 1935 على يد الرئيس الأمريكي المحافظ هيربرت هوفر، والتي ورثها عنه عام 1932 الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وخلال دفاعه عن ''البرنامج الجديد'' قال: ''إني لا أقصد التخطيط والترتيب الشامل للحياة الاقتصادية، بل ضرورة تدخل الدولة في الاقتصاد في سبيل المصالح الاقتصادية العامة، ليس فقط لمختلف المناطق والمجموعات السكانية في بلدنا العظيم، بل وبين القطاعات المختلفة في الاقتصاد الشعبي''• وقامت سياسة رجل الدولة الألماني ل• إيرهارد وزير المالية، وفيما بعد مستشار ألمانيا الاتحادية (رئيس الوزراء) بعد الحرب العالمية الثانية، على أساس تدخل الدولة في الاقتصاد، وقد استفادت ألمانيا من خطة مارشال، ولكن من دون التخطيط المركزي، الذي أخذ به إيرهارد لبناء اقتصاد اجتماعي جديد، يقوم على اقتصاد السوق الاجتماعي في زمانه، وليس اقتصاد السوق الرأسمالي الحر، لم يكن من الممكن في تلك الفترة القصيرة جداً الانتقال من دولة يسودها الدمار إلى واحدة من أقوى دول العالم اقتصادياً• وقال ذات مرة الصناعي الألماني الكبير فولف فانغ فون إميرونجن: ''لقد لوى إيرهارد يداه وايدي كبار الصناعيين الآخرين في ألمانيا، وأجبرهم على الخضوع لرقابة الدولة''• وفعل هذا رئيس وزراء روسيا الاتحادية (أيلول/ سبتمبر 1998 - أيار/ مايو 1999) بعد الانهيار الكبير للاقتصاد الروسي في خطة وأزمة 17 آب/ أغسطس 1998 التي أدارها الليبراليون الروس الجدد (مدرسة شيكاغو)، والتي هددت بتفكك روسيا الاتحادية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي على يد المرتد يلتسين وشركاه• لم يلجأ المثقف النزيه الصديق يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء الماركسي الذي شكل ائتلاف حكومة يسار الوسط، إلى ''التأميم'' للشركات والبنوك المنهارة مع أن بيده تفويض كاسح من مجلس الدوما، بل لجأ إلى تدخل الدولة بالرقابة والمساهمة في الشركات والبنوك العملاقة التي انهارت، وفي إطار اقتصاد السوق الرأسمالي، ولكن ''بسياسة اقتصادية جديدة'' و''نهج جديد''، بعيداً عن نهج وسياسة النيوليبراليين الروس (مدرسة شيكاغو) الذين يطلق عليهم بريماكوف صفة ''الليبراليين المزيفين''، وأوقف بيع شركات الدولة، لينهض الاقتصاد بتسارع كبير، لم تمهله قوى خطة وأزمة 17 آب/ أغسطس برئاسة يلتسن لاستكمال خطة ''حكومة يسار الوسط'' في الإصلاح والتغيير، انقلبت عليه وارتدت إلى الوراء إلى اليمين وعاد مسلسل انهيار الاقتصاد والاتحاد الروسي إلى أن تمت الإطاحة بِ يلتسن و ''حكم العائلة وشركاها النيوليبراليين الروس''، ومجيء بوتين وتحالف الوسط ويمين الوسط•