تشهد الجزائر توافدا زائدا للائمة و العلماء قصد تجفيف منابع التجنيد لصالح العمل المسلح فمنذ اسابيع قليلة زارت الجزائر أسماء لامعة في سماء الدعوة و الفكر الديني المتأصل مثل وجدي غنيم و عمرو خالد و نبيل العوضي و عائض القرني وغيرهم من رجالات الفكر الديني المتميزين. في إطار جهود لتشر الوعي الديني ومحاربة "العنف والتطرف".و سألنا الصحفي البارز مصطفى فرحات العامل في "الشروق اليومي" و المسؤؤل عن مثل هذه اللقاءات مع الدعاة فقال "ان هناك جمعيات و هيأت تعتني باستدعاء مثل هؤلاء الائمه و لها برنامجها الخاص و هذا أمر بالغ الأهمية و التأثير لما يبثه من فكر صائب و توجيه راشد ونحن اذ نستدعي و نستقبل مثل هؤلاء العلماء فحتى لا نترك الحجة في يد غيرهم من المتطاولين على الفتوى". و الظاهر ان السلطات تستعين بالائمة بعد استنجادها بالقيادات الاسلامية التائبة عن العمل المسلح مثل حسان حطاب و عبد البر وغيرهما و كان دعى عدد من قدامى المسؤولين في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الإسلاميين المسلحين الذين لا يزالون ناشطين في الجزائر إلى الاستسلام وتسليم أسلحتهم. فقد دعا عماري صايفي، الملقب "عبد الرزاق البارا"، القيادي السابق في الجماعة السلفية، عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى التمرد على أميرها الحالي عبد المالك دروكدال، المكنى ب"أبي مصعب عبد الودود"، وأدان في بيان "براءة واستنكار" اختطاف السياح الأجانب، معبرا عن ندمه من اختطاف السياح الألمان 2003 بالصحراء الجزائرية وقال عبد الرزاق البارا أن "ما يقوم به الآن العناصر المسلحون من إراقة دماء الأبرياء هو عمل بربري"، وأشاد ب "مسيرة ومبادرات" الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لإعادة السلام والأمن واصفا التحركات الحالية للقائد الحالي للإسلاميين عبد الملك درودكل بأنها "انتهاك لميثاق المجموعة الذي تبناه مؤسسوها". و من جانبه كان ابو عمر عبد البر -المسؤول السابق للجنة الإعلامية، وأبو زكريا المسؤول السابق للجنة الطبية، ومصعب أبوداود القائد الميداني السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال- قد وجهوا نداء إلى الاستسلام حتى يستفيد الإرهابيون من ميثاق السلام والمصالحة ويقترح هذا الميثاق العفو مع شروط منصوص عليها في ميثاق السلم و المصاحة الوطنية. وقد أسهمت هذه الأنشطة الدعوية في إقناع أعداد كبيرة من الشباب بالتخلي عن العنف وترك الجماعات المسلحة مما عزز مساعي المصالحة, وذلك طبقا لما يقوله أعضاء سابقون في تلك الجماعات وخلص الساعون في هذا العمل الى القول بضرورة محاربة الفكر بالفكر لأن حامل الفكر الضال يكون أفتك على الأمة من أي سلاح و لان الفتوى الصحيحة هي التي تستطيع دحض الفتوى الخائطة.