أكد أستاذ الشؤون الدولية والدراسات شرق أوسطية بجامعة سارة لورانس بنيويورك، فواز جرجس، أن التنظيمات الإرهابية، بما فيها تنظيم ما يسمى ''القاعدة في المغرب الإسلامي''، تحتضر قبل إعلان زوالها، وأن تغير نظرة الرأي العام الشعبي بشكل ملحوظ ضد أطروحات ''الجهاد العالمي'' بمفهومها الحالي، الذي تتبناه التنظيمات الإرهابية المسلحة، زاد من تقهقرها بعد أن كانت تراهن عليه ماديا ومعنويا لتبرير أعمالها واستمرارية تواجدها• وأضاف خبير حركات الجهاد المعاصرة، فواز جرجس، أن اللامصداقية التي أصبح الجميع ينظر بها إلى القاعدة، بما فيها التنظيمات المسلحة التي تعمل تحت غطائها، أدت إلى فضح إيديولوجيتها وجعلها تعيد حساباتها، ما يفسر العمليات الإرهابية الهمجية التي يرتكبها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ضد كل ما يرمز للدولة في واحدة من الاستراتيجيات الجديدة لاستعطاف الرأي العام الداخلي بشكل خاص والعالمي عموما، بعد أن تبرّأ من عملياتها الدموية السابقة ضد الأبرياء وكذا الأجانب• وكشف تقرير أمريكي استطلاعي صادر عن معهد ''جالوب'' للإحصاء، أن أكثر من 90 بالمائة من المستجوبين في أكثر من 35 دولة إسلامية تدين أعمال القتل التي تقوم بها هذه الحركات الإرهابية، وأن الغالبية العظمى ليست متعاطفة مع إيديولوجية هذه التنظيمات، وتعتبرها مسؤولة عن تشويه صورة الإسلام، والضرر الذي يلحق بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، معتبرة هذا التغير من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تقهقر التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال على جميع المستويات• وأوضح الخبير بجامعة ''سارة لورنس'' الأمريكية، فواز جرجس، أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يعيش تهميشا داخل الجزائر، وأصبح يبحث عن ملاجئ آمنة يختبئ فيها، بعد الضربات المتكررة لمختلف مصالح الأمن من جهة، ونفور المواطنين الذين أهلكتهم العناصر الإرهابية، وزرعت الرعب والحزن في أوساطهم، وأصبحوا يتصدون بكل الوسائل للعناصر الدموية للحفاظ على أرواحهم وبلدهم، وينظرون لها كحركة هدامة ووسيلة تحطيم• ويضيف الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، أن فشل الجماعات المسلحة في الجزائر يعود إلى السياسة الأمنية القوية والتحول الشعبي عن ايديولوجيات العنف المسلح، وهو ما أكده الظواهري في مذكراته، موجها دعوته لعناصر التنظيمات الإرهابية للعمل من أجل استعادة الثقة والدعم الشعبي، وأكده بيان تنظيم ما يسمى القاعدة في المغرب الإسلامي الذي تبنى عملية برج بوعريريج، حين حاول استمالة المواطنين بادعائه أنه لا يستهدفهم زاعما تقديم إسعافات لصبية أصيبت أثناء العملية الهمجية، ما يعبر عن النكسة التي أصابت التنظيم، وستدفع عناصره الإرهابية إلى تنفيذ عمليات دموية انتقامية ضد المدنيين•