كشفت مصادر حقوقية إيطالية، بينها نقابة مستقلة للشرطة ونقابات عمالية أخرى، أن المئات من المساجين الجزائريين وآخرين من تونس والمغرب يعانون ظروف إقامة سيئة، أقل ما يقال عنها أنها ''مأساوية، يفترشون الأرض ومن دون أغطية، تنخر أجسادهم شتى الأمراض الخطيرة والمستعصية''، في سجون محافظة بوليا جنوب إيطاليا، فيما أشارت إحصائيات حديثة إلى أن المسلمين يمثلون ثلث المساجين في إيطاليا· حسان·ح نقلت وسائل إعلام إيطالية، أول أمس، أن سجون المحافظة، خاصة عاصمتها مدينة باري، تعاني من عجز حقيقي في إيواء النزلاء في السجون، حيث تفتقر للأسرة والأغطية، وأن الوضعية الإنسانية في مختلف سجون المحافظة تقتضي إعلان حالة طوارئ بعد أن قدمت لجنة برلمانية تقريرا أسود عن الوضع العام للمساجين في آخر زيارة لها شهر أوت المنصرم· وأشار التقرير إلى أن الأمراض تعرف انتشارا كبيرا للأمراض وسط النزلاء، كالسيدا والتهاب الكبد الفيروسي، إضافة إلى الضغط الكبير الذي تعاني منه السجون، وهو ما ينذر بانفجار محتمل للوضع، حسب ذات المصادر· وأضافت المصادر ذاتها أن جنسيات غالبية نزلاء سجون المحافظة تتكون في الغالب من جزائريين ومغاربة، إضافة إلى ألبانيين، وذلك نظرا لموقع المحافظة القريب نسبيا من دول أوربا الشرقية واليونان، حيث تعد مدينة باري معبرا للحرافة من جنسيات مغاربية، الذين يتخذون من تركيا واليونان طريقا للوصول إلى إيطاليا، كما أن المحافظة تعرف تواجدا معتبرا للجالية المغاربية· وصرح الأمين العام للنقابة المستقلة لشرطة حماية السجون، دوناتو كاباتشي، في مقابلة أجرتها معه وكالة ''آكي'' الإيطالية للأنباء بشأن وضع المسلمين المحتجزين في السجون الإيطالية، أن ''ثلث عدد المعتقلين الذين يبلغ عددهم 27 ألفا في المجموع هم من المسلمين، أي ما يقارب العشرة آلاف'' على حد تعبيره· وأضاف الأمين العام للنقابة أن هؤلاء السجناء يمضون أيام الصوم بعيدا عن ''أقاربهم وعن الصلاة معهم في المسجد، وتناول أطعمتهم التقليدية''، غير أنه حاول تخفيف هذه المأساة الإنسانية بالقول ''يجري في السجن احترام أسلوب التغذية الذي يتبعه المؤمنون المسلمون، والذين ينظمون أوقات وجباتهم بأنفسهم''، لكن ما يقلق كاباتشي أكثر من هذا هو ''وضع السجون الايطالية السيئ للغاية والذي يشملها جميعها بصورة عامة''، حسب قوله· وأوضح المسؤول النقابي أن ''تصاعد التوتر في العراق وأفغانستان خلال هذا الشهر المهم بالنسبة للسجناء المسلمين في إيطاليا يمكنه أن ينعكس سلبيا عليهم، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار امتلاء الزنزانات وارتفاع عدد السجناء الأجانب''، فضلا عن أن ''عدد المحتجزين في السجون الإيطالية من المسلمين اليوم يفوق عدد السجناء الكاثوليك أو الذين ينتمون إلى ديانات أخرى''، حيث ''يمكن للزنزانات أن تصبح المكان الذي يزداد فيه باستمرار تعرض المحكومين بالجرائم الاعتيادية الصغيرة إلى مضايقات من قبل معتقلين ينتمون إلى التنظيمات الإرهابية'' على حد تعبيره·