تتنافس ربّات البيوت يوميا لتحضير ألذّ الأكلات في شهر رمضان الكريم، ولا تتوانى كل واحدة فيهن لإبراز مهارتها في الإبداع من خلال تقديم أشهى الطعام، لكن حرارة المطبخ تؤرق الكثيرات وتؤثر عليهن بشكل مباشر وجعلت الكثير منهن ينقسمن إلى فريقين لدخول المطبخ وإعداد طعام الإفطار، حيث فضلت العديدات منهن دخول المطبخ صباحا وتحضير الطعام باكرا من أجل تفادي الحرارة وما ينجم عنها من تعب وعطش خاصة مع الصوم· اقتران رمضان مع الحر جعلني أستغني عن العديد من الأكلات وعن ذلك قالت السيدة (أ·س) ربّة بيت في العقد الثالث من عمرها، إن إعداد طعام الإفطار خلال الصباح يوفّر عليها جهدا كبيرا ويقيها العطش الذي تزداد حدته مساء· وأضافت أن اقتران شهر رمضان الفضيل لهذا العام بالحر جعلها تستغني عن الكثير من الأكلات، التي رأت بأنها أصبحت ثقيلة على المعدة خاصة المقلية منها والعجائن وقامت بإدخال عدة أنواع من السلطات سواء من الخضر أو الفواكه على مائدتها الرمضانية· وعن أنواع الخبز وخاصة الخميرة فقد فضلت هذه السنة شراءها من السوق، لأن تحضيره يتطلّب البقاء أمام النار لفترة طويلة نسبيا وكذا لتوفّرها في الأسواق· المراوح الكهربائية والمكيفات أصبحت أكثر من ضرورة بالمطبخ وخالفتها الرأي سيدة أخرى معتبرة أن إعداد وجبة الإفطار في فترة ما بعد الظهر هي أحد الطقوس الملازمة لشهر رمضان، ودخول المطبخ في تلك الفترة يحمل نكهة خاصة لا سبيل للاستغناء عنها· وعن مدى تحمّلها لحرارة الجو أخبرتنا هذه السيدة وهي في عقدها الرابع، بأنها غير قادرة على تحمّل حرارة الجو وجهد الصيام دون استخدام المكيف إلى غاية حلول موعد الإفطار· مضيفة أن وجود مكيف أو مراوح أصبح أكثر من ضرورة لأنها تساعد كثيرا في التقليل من الحرارة، مشيرة إلى أنها اقتنت مروحة كهربائية خصيصا من أجل المطبخ لتساعدها على تحمّل الحرارة أثناء إعداد مائدة الإفطار· وعن مائدتها الرمضانية أخبرتنا أنها أدخلت عدة تغييرات في أنواع الأطباق التي تحضرها تأثّرا ببرامج الطبخ المنتشرة عبر القنوات الفضائية، رغم أن الحرارة هذا العام لن تتيح لها فرصة تحضير الكثير من المأكولات والأطباق عكس المواسم الماضية، وهو ما عاشه الجزائريون فعلا مما جعلهم يقتصرون على الأكلات الخفيفة والمشروبات·