وقد أشار أمير حمدوش الذي وجدناه رفقة مجموعة من زملائه بساحة المنار الكبير بأنه يحس براحة تامة عندما يكون في هذا المكان وأنه يتعلم في كل مرة أشياء جديدة ويكتشف أشياء أخرى عن هذا ''المنار العجيب''، أو منارة رأس العافية كما هو متعارف عليه اليوم· يعتبر من أهم المعالم السياحية بجيجل رغم كونه بنايته وهكيله تابعا في التسيير إلى الديوان الوطني للإشارات البحرية، ومهمته هو توجيه البواخر وإعطاء الإشارات للملاحة البحرية، إلا أن أسطورته، يضيف زميله بولعسل سمير، حولته إلى مكان للزوار من مختلف الشرائح، وهو من أكبر المنارات ال 24 الموجودة على الشريط الساحلي الجزائري وأقدمها، وتم إنجازه سنة 1867 وشرع العمل به سنة 1907 بالمازوت إلى غاية 1936 أين تحول تشغيله بواسطة الكهرباء· يقول السيد عمر، الذي وجدناه رفقة أبنائه الثلاثة، إنه انبهر كثيرا بصومعة وقبة المنارة والتي لونت صفائحها الخارجية باللون الأحمر، والمنارة عبارة عن مجسمات في شكل مثلثات تعطي إشارة ضوئية في كل دورة· كما تحدث حمدوش عن أسطورة صخر في ''المدفأة'' و''مقعد القبائل'' وحكايا ''لالا عيشة ومريم''، إضافة إلى كون المنار مزارا للعديد من الملوك والوزراء في الخمسينيات، ومؤخرا رئيس دولة مالي سنة 2001 ، سفير المملكة العربية السعودية في زيارة عائلية، وسفراء الدانمارك، السويد، فرنسا وغيرهم من الفنانين والمشاهير· ويبقى بذلك المنار الكبير الذي يصنع أفراح وبهجة زوار الكورنيش في الصيف، يصنع يوميات الصائمين في شهر رمضان، وسائر الشهور الأخرى، لأن متعة ونكهة ''المنار'' لا تستوقفها الفصول ولا الأزمنة·