أشار المتحدث خلال الخرجة التي قامت بها المجموعة الولائية للدرك بتيبازة رافقتها ''الفجر'' خلالها، إلى أن الاستراتيجية التي يعتمد عليها عناصر الدرك تتركز أساسا على مداهمة أوكار المجرمين وتقليص مجال ونطاق تحركاتهم· وشدّد الرائد على ضرورة إشراك المواطن - الذي غالبا ما يكون غائبا عن المعادلة الأمنية لمنطقته الجغرافية، كونه لا يقوم بالتبليغ - في التقليل والحد من الجرائم· ورافقت ''الفجر'' في اليوم الأول للمداهمة التي استمرت يومين كاملين، أفراد الكتيبة الإقليمية للدرك لتيبازة في سهرة رمضانية اتسمت بالهدوء النسبي إذا ما قورنت مع باقي أيام السنة العادية، لمداهمة ليلية لأوكار الجريمة عبر اختصاص هذا الإقليم، الذي يمتد من بوهارون شرقا إلى غاية الناظور غربا، مرورا بكل من عين تفورايت وسيدي راشد وتيبازة وخليج شنوة الذي عادة ما يقصده المنحرفون ليلا· انطلاقتنا كانت في حدود الساعة التاسعة ليلا رفقة قائد الكتيبة الإقليمية للدرك لتيبازة، الرائد أيمن رياض، بعدما وقف على آخر الترتيبات والتحضيرات الخاصة بعناصره في مقر الكتيبة· توجهنا مباشرة نحو النقطة الأولى المبرمجة في المداهمة، وهي كورنيش شنوة في بلدية تيبازة وهنالك كانت الأمور تبدو هادئة إلى حد بعيد، كون أغلب الذين يقصدون المنطقة - حسب الرائد أيمن - من الولايات المجاورة خاصة البليدة وعين الدفلى والعاصمة، وخلال هذا الشهر الكريم يفضلون البقاء في المناطق القريبة من مكان سكنهم وبالخصوص خلال الفترات المسائية والليلية، فلم نلحظ أي تحركات مريبة بالكورنيش عدا ركن بعض المواطنين لسياراتهم به، حتى أن أحدهم وجد الوقت والمكان المناسبين لتأدية صلاة العشاء· وبعد مرور أقل من ربع ساعة وفي طريق عودتنا إلى مدينة تيبازة، باغتت عناصر الكتيبة أصحاب السيارات المركونة في الكورنيش المذكور، وقامت بتبيّن هوياتهم وتفتيشهم فكم كانت مفاجأتنا كبيرة عندما اكتشفنا أن الشخص الذي كان قائما يصلي قادم من بلدية شرافة بالعاصمة عثر بحوزته على سيجارة محشوة بالمخدرات، ليتم نقله على الفور إلى مقر الكتيبة· وتمكّنت عناصر مختلف الفرق التابعة لكتيبة تيبازة خلال هذه المداهمة من بسط يدها على كمية من الكيف، وحجز أربعة خناجر وعصى خشنة ذات رأس كروي مربوطة بسلسلة حديدية، كما تم تعريف 234 شخصا و109 سيارة في مختلف الحواجز الأمنية التابعة للإقليم، كما تم حجز 60 كلغ من اللحوم الحمراء ومبلغ مالي قدر ب 6980 دج محصل عليه من لعب القمار· وفي اليوم الموالي، تركنا كتيبة تيبازة لنتوجّه إلى كتيبة حجوط التي تضم أقاليم أقل ما يقال عنها إنها ''ساخنة''، وهنالك كان في استقبالنا قائد الكتيبة الإقليمية لحجوط، النقيب عمار دلال· بعد الإفطار، بدأت الحركة تدبّ مجددا بطرق ومحاور المنطقة، وبأمر من قائد الكتيبة غادرنا المكان في حدود السابعة والربع والوجهة كانت وفق تحريات مصالح الدرك إلى مكان آخر تكثر فيه حركة المرور والمجرمين، حيث لازمتنا في خرجتنا الكلاب المدربة على كشف المخدرات· توجّهنا إلى المدخل الغربي لبلدية بورقيقة عند تقاطع الطريق الوطني رقم 42 مع الطريق الوطني رقم 12 حيث تم نصب حاجز أمني معزز شاركت فيه كل من فرقة حجوط، بورقيقة ومراد· وبعد مرور أقل من نصف ساعة تم توقيف شخص منحدر من قسنطينة، مبحوث عنه منذ سنة 1992 بعدما ترك صفوف الجيش الوطني أثناء تأديته للخدمة الوطنية وتم نقله مباشرة إلى مقر كتيبة حجوط لتقديمه لاحقا أمام وكيل الجمهورية العسكري· وفي هذا الإطار، تمكّن أفراد كتيبة الدرك بحجوط من تعريف 402 شخصا و176 سيارة، سمحت بتوقيف ثلاثة أشخاص مبحوث عنهم، وتم إصدار أوامر القبض في حقهم وسيتم تقديمهم كلهم أمام العدالة لمحاكمتهم· وبخصوص شرطة المرور تم تسجيل 59 جنحة و55 غرامة جزافية تم على إثرها سحب 30 رخصة سياقة، في الوقت الذي تم حجز ثلاثة خناجر وتوقيف 13 فردا بسبب حملهم لسلاح محظور· وفي الحصيلة الإجمالية لنشاطات الدرك بتيبازة يومي 12 و13 سبتمبر الفارط، تمكّن أفراد الدرك لمختلف الوحدات والفرق من استرجاع 8 غرام من الكيف المعالج كانت موجهة للاستهلاك، و17 قرصا مهلوسا من نوع ''مينرازيام'' بعد توقيف 4 أشخاص بتهمة حيازة واستهلاك المخدرات· كما تم حجز أزيد من 50 سلاحا محظورا بين خناجر وسواطير وعصي ضبطت بحوزة أشخاص، عادة ما يصرحون في عين المكان أنهم يقتنونها للدفاع عن النفس أو لاستعمالها لأغراض نفعية كالصيد والحرف اليدوية· وتم توقيف شخص لتورطه في سرقة المحاصيل الزراعية وشاب آخر تم توقيفه متلبسا وهو يحاول سرقة منزل، إضافة إلى قضايا الضرب والجرح العمدي والمشاجرات على مستوى الأحياء والمجمعات السكنية والسب والشتم·