استوردت الجزائر، في الفترة الممتدة ما بين جانفي وسبتمبر 2009، أكثر من 6,3 مليون طن من القمح الصلب واللين، بالنظر للطلب المتزايد في السوق الجزائري والموسم المتواضع للإنتاج، في انتظار جني المحصول الجديد المقدر بحوالي 60 مليون قنطار، أي 6 ملايين طن، وهو من أعلى المستويات المحققة من قبل الجزائر· وقد نجحت فرنسا في السيطرة على سوق القمح الجزائري، حيث أضحت أهم ممون للجزائر بالقمح اللين وأيضا القمح الصلب منذ بداية 2009· لم تسجل الجزائر خلال الموسم 2007 و2008 إنتاجا وفيرا في مجال الحبوب، مما دفعها إلى اللجوء إلى استيراد كميات معتبرة لدرء حاجيات السوق وتجديد المخزون، مستفيدة من التراجع المحسوس للأسعار استنادا إلى المعطيات المقدمة من قبل المجلس العالمي للحبوب التي تعد الجزائر عضوا فيها. ولم يتجاوز الإنتاج الجزائري خلال الموسم السابق 35 مليون قنطار من مجموع حاجيات يقدر بحوالي 65 مليون قنطار، مما يدفع الجزائر إلى اللجوء إلى الاستيراد· وتفيد آخر الإحصائيات الخاصة بمصالح الجمارك والمتعلقة بالتجارة الخارجية، أن الجزائر استوردت ما قيمته 425,322,1 مليار دولار من القمح، منها 867,607 مليون دولار من القمح الصلب و 558,714 مليون دولار للقمح اللين، مع ملاحظة استفادة الجزائر من التراجع المحسوس للأسعار في السوق العالمية· فاستنادا إلى المجلس العالمي للحبوب، فإن سعر القمح الأمريكي مثلا كان يقدر عام 2008 بحوالي 307 دولار للطن وقدر في 04 سبتمبر 2009 بحوالي 205 ، وتدنى إلى 199 دولار للطن في 11 سبتمبر· أما القمح الفرنسي لمؤشر روان، فقد قدر في 2008 بقيمة 250 دولار للطن وتراجع إلى 177 دولار في 04 سبتمبر و173 دولار في 11 سبتمبر، مما يكشف عن الانخفاض المحسوس للأسعار التي تستفيد منه الدول المستوردة· في نفس السياق، يلاحظ أن فرنسا تبقى أهم ممون للجزائر والمسيطر على سوق استيراد القمح، خاصة بالنسبة للقمح اللين· فقد صدرت فرنسا للجزائر 700,889,1 مليون طن من مجموع 419,303,2 مليون طن استيراد إجمالي للقمح الصلب سنة 2009 بقيمة 129,596 مليون دولار من مجموع 558,714 مليون دولار، بارتفاع مقارنة بعام 2008 حيث صدرت فرنسا 845,388,1 مليون طن و428,594 مليون دولار· وقد لوحظ غياب الأرجنتين هذه السنة بسبب محصولها السيء بعد أن كانت في الرتبة الثانية وراء فرنسا عام ,2008 حيث جاءت ألمانيا كثاني أهم ممون للجزائر بالقمح اللين بقيمة 867,49 مليون دولار و 003,172 ألف طن· كما لوحظ غياب الصادرات الأمريكية والصينية والبلغارية هذه السنة أيضا، إذ لم تصدر هذه الدول باتجاه الجزائر قمحا لينا، بينما شكلت مصر والبرازيل وليتوانيا وبولونيا وبريطانيا والسويد وأوكرانيا باقي أهم الدول المصدرة للقمح اللين باتجاه الجزائر· بالمقابل، شكلت فرنسا أيضا أهم ممون للجزائر على غير المعتاد بالنسبة للقمح الصلب بمقدار 033,429 ألف طن وبقيمة 275,212 مليون دولار مقابل 153,255 ألف طن و173,176 مليون دولار السنة المنصرمة، بينما تراجعت الكميات المستوردة من كندا التي كانت تشكل أهم البلدان المصدرة للقمح الصلب باتجاه الجزائر، حيث بلغت صادراتها 214,321 ألف طن بقيمة 548,196 مليون دولار· وفي الوقت الذي غابت فيه صادرات القمح الصلب الأمريكية السنة المنصرمة سجلت واشنطن صادرات بقيمة 339,29 مليون دولار وبكمية تقدر ب102,78 ألف طن خلال سبع أشهر من سنة 2009· وبلغت صادرات المكسيك باتجاه الجزائر 450,260 ألف طن و 731,74 مليون دولار بينما بلغت صادرات اسبانيا 786,125 ألف طن و020,65 مليون دولار· كما سجل عودة صادرات القمح اليوناني والإيطالي بقيمة 872,26 مليون دولار و075,3 مليون دولار على التوالي·