تحولت أزقة الحي الشعبي لاكولون بعنابة، منذ حلول الأيام الأخيرة من شهر رمضان إلى فضاء رحب لبيع الحلويات التقليدية التي تعدها العائلات العريقة، حيث أصبحت واجهات الدكاكين قبلة للزبائن القادمين من المناطق المجاورة للولاية مثل فالمة والطارف من أجل البحث عن الفريوش المعسل، والذي أصبح خلال السنوات الأخيرة ينافس زلابية واد زناتي بفالمة من حيث النوعية والذوق والسعر· وتعد هذه الحلوى التقليدية عجوز يترواح عمرها ما بين 06 و26 سنة اكتسبت هذه الحرفة عن أهلها الذين ينحدرون من مدينة جيجل، حيث كانت هذه العائلة مشهورة بحلوى الفريوش وصنع المقروط العنابي وقلب اللوز، لكن ما يميز حلوى الفريوش المرصعة بألوان زاهية هو عبقها وذوقها ونكهتها، خاصة أن العجوز خديجة اعتادت على جمع بعض الخلطات منها القرنفل وشواشي الورد وتقطير ماء الزهر لتصنع منكه للحلويات ،بالإضافة إلى مادة السميد والفرينة ولواحق أخرى لم تفصح عنها العجوز· والشيء الذي لفت انتباهنا هو الإقبال الواسع على هذه الحلويات، خاصة أن العائلات العريقة تشتهي حلوى الفريوش عند السهرات الرمضانية التي تمتد إلى بروز خيوط الفجر الأولى·· فالفريوش في رمضان سلطان الصينية العنابية المزينة بالشاي وبعض المكسرات·