تعرف الأسواق الشعبية المتواجدة خاصة على مستوى المدينة القديمة (السويقة) نشاطا مركزا وغير عادي، خصوصا مع حلول الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم، حيث لا يمكن لأهل المدينة أن يتصوروا قسنطينة من دون هذا الجزء العتيق الذي توارثه الأبناء عن الآباء، وصار جزءا لا يتجزأ من عادات وتقاليد عاصمة الشرق العتيقة، بل صارت مفخرة للعائلات القسنطينية وعلامة إثبات للانتماء إليها· وتعتبر السويقة مقصدا للعائلات القسنطينية من أرباب وربات البيوت من اجل اقتناء مشتريات خاصة بهذا الشهر الكريم، حيث يمتد اكبر الأسواق الشعبية على طول المدينة القديمة وصولا إلى الرصيف ورحبة الصوف، حيث تعرض مختلف أنواع المواد الغذائية المختلفة العادية أوالخاصة، كالفواكه المجففة، التي تعد من بين مكونات الأكلات التقليدية والأساسية على مائدة الإفطار، والمكسرات، إضافة إلى مختلف الحلويات التقليدية المعروفة كالصامصة، الزلابية والمقرقشات، الحلويات الشامية التقليدية، حيث يعد بعضها بصمة من بصمات التقاليد المتوارثة، ومنها ما خلفته الحضارات التي تعاقبت على المدينة على غرار الحضارة التركية، حيث تعد البقلاوة والمقرود والقطايف من بين ما خلفته من موروثات جميلة لا تزال العائلات تحافظ عليها وتزين بها موائدها· ولدى سؤالنا بعض المشترين عن سر مقصدهم لهذه السوق الشعبية أكدوا لنا أن ما يجذبهم هو الميزة الخفية التي يستشفونها من خلال تجولهم بهذه الأزقة الجميلة والقديمة التي تردهم إلى زمن جميل ولى، يتمنوا لو يعود إلى الوراء·