الموقع الذي اكتشف حديثا يتربع على مساحة معتبرة، وتترامى فيه العشرات من الأعمدة اسطوانية الشكل مصنوعة من الصخور الصلبة القديمة منقوش عليها رموز وأشكال مختلفة وكتابات باللغة اللاتينية· وبجانب الأعمدة، اكتشف مجموعة من الصخور والتوابيت الرومانية، وقبل هذا تم اكتشاف العديد من المعالم والآثار وحتى النقود بهذه القرية الأثرية التي تعود إلى الحقبة الرومانية· وغير بعيد عن هذه القرية، تتواجد معالم أخرى مماثلة وبأشكال مختلفة بمنطقة زراية، حيث يلاحظ الزائر تناثر التوابيت الصخرية على حواف غالبية منازل السكان، وبعض اللوازم المنزلية مصنوعة من الفخار والطين يعتقد أن الرومان كانوا يستعملونها لتخزين الحبوب، بالإضافة إلى تواجد مزهريات مصنوعة من الحجر المنقوشة بأشكال زخرفيه وفنية مختلفة· وحدثنا أحد المواطنين عن مقبرة جماعية بالقرب من مسكنه تحتوي على هياكل عظمية موضوعة في توابيت صخرية ومدفونة بطريقة متعاكسة، وما شد انتباهنا أثناء زيارتها لهذه القرى الأثرية هو كثرة الصخور التي تحتوي على كتابات بارزة بالأحرف اللاتينية التي لم نتمكن من فهم محتواها· كما عثر سكان المنطقة على نقود برونزية ونحاسية تعود إلى العهد الروماني وهذا ما يدل على أن المنطقة كانت عبارة عن مدينة رومانية· وحسب مصادرنا التاريخية، فإن تسمية هذه المنطقة بزراية يعود إلى اسم الملك الروماني زراي· كما تشير نفس المصادر أن زراية كانت في العهد الروماني نقطة استراحة للرومان الذين كانوا يتنقلون من مدينة جميلة، الواقعة بأقصى الشمال الشرقي لولاية سطيف، إلى مدينة تيمفاد الواقعة بأقصى شرق ولاية باتنة على مسافة تقدر بحوالي 150كلم، حيث إن هذه القرية تقابل مدينة جميلة شمالا في خط مستقيم، وتقابلها مدينة تيمفاد في خط مستقيم شرقا حسب ما تؤكده المصادر التاريخية·