تتوفر ولاية جيجل على العدد من المعالم والمواقع الأثرية المهمة والموزعة عبر عدة بلديات كزيامة منصورية وجيجل والسطارة وأولاد عسكر وغيرها، والعديد من هذه الآثار تعرض للنهب والسرقة والاعتداءات المعمارية كما حدث مع موقع ''شوبا'' بزيامة منصورية والذي شيد عليه مركز التكوين المهني· ومن بين المواقع الأثرية التي ما زالت في طي النسيان نجد الموقع الأثري ''تسيليل'' الواقع شرق عاصمة الولاية بحوالي 73 كلم على ربوة مرتفعة ببلدية السطارة عند الحدود الفاصلة بين ولايتي جيجل وسكيكدة· ويحتوي الموقع على بقايا حجرية تبدو كأنها تشكّل تجمعا عمرانيا وبقايا أسوار وأعمدة وبنايات غير معروفة بالإضافة إلى بعض النصب الجنائزية التي تحمل نقوشا لاتينية· هذا الموقع الأثري لا يزال مدفونا تحت الأرض وتبلغ مساحته 5 هكتارات، ونظرا لكون الموقع لم يعرف أي حفريات بعد، فإن التأريخ له ما زال مبكرا وإن أرجعته أغلب الدراسات إلى الفترة الرومانية وذلك استنادا لما تم العثور عليه بالموقع، حيث يظهر على سطح الأرض بقايا أحجار كبيرة يرجعها بعض الدارسين إلى بقايا أسوار المدينة، وأنقاض كثيرة متناثرة هنا وهناك تشكّل مساكن ومرافق عامة إضافة إلى النصب والأحجار المنقوشة والفخارية· ويذهب بعض المختصين إلى ترتيب موقع ''تسيليل'' في مرتبة جميلة وتيمفاد وهذا لأهمية الآثار الواضحة للعيان ثم إن امتداد الموقع على مساحة تتعدى الخمسة هكتارات يوحي فعلا بأن ''تسيليل'' هي لاشك مدينة ذات أهمية بالغة وبحاجة إلى دراسات معمّقة من قبل مختصين في علم الآثار في القريب العاجل وحماية الموقع من الحفريات العشوائية والفوضوية·