مشاكل معهد باستور، صفقة لقاحات أنفلونزا الخنازير وإضراب الأطباء أزّم الوضعية تجاوزت أزمة ندرة لقاحات الرضع الخطوط الحمراء، حيث لم تُجر أغلب المؤسسات الإستشفائية الجوارية حملات تلقيح الرضع حديثي الولادة ضد التهاب الكبد الفيروسي وبعض الأمراض المعدية الأخرى منذ أكثر من شهر بعد تأخر معهد باستور بإعتباره الجهة الرسمية الوحيدة المخولة بالتفاوض مع المخابر العالمية لإتمام صفقات استيراد الكميات المطلوبة ما يرهن حياة 700 ألف رضيع في حين لجأت بعض العائلات الميسورة الحال إلى العيادات الطبية الخاصة قصد تلقيح أبنائها بلقاحات غير مراقبة مخبريا لإثبات مطابقتها للمقاييس والمستوردة بطريقة فردية مقابل مبلغ مالي لا يقل عن ألفي دج. * وأوضح أمس، الدكتور محمد بقاط بركاني، عميد الأطباء الجزائريين أن الاضطرابات الإدارية التي شهدها معهد باستور الجزائر خلال مطلع السنة الجارية وإقالة المدير العام للمعهد وشغور منصبه لعدة أسابيع عطّل عملية تقديم الجزائر لطلبيتها من اللقاحات الضرورية لدى المخابر العالمية، خاصة وأن معهد باستور الجزائر يعتبر الجهة الرسمية الوحيدة المخولة بالتفاوض مع المخابر العالمية واستيراد اللقاحات ومراقبتها، مشيرا إلى أنه من الخطأ الزّج بمعهد باستور وجميع المؤسسات ذات الصلة في صفقة لقاحات أنفلونزا الخنازير وتناسي تموين الصيدلية المركزية والمؤسسات الإستشفائية الجوارية باللقاحات الموجهة للرضع، خاصة حديثي الولادة والتي لا تقل أهمية عن لقاحات أنفلونزا الخنازير وتشهد طلبا عالميا أكبر. * وقال عميد الأطباء الجزائريين أن شلّ ممارسي الصحة العمومية للمؤسسات الإستشفائية الجوارية بإضراب دام لأكثر من ثلاثة أشهر أزّم الوضعية أكثر ما أجبّر بعض المواطنين على اللجوء للعيادات الطبية الخاصة التي تعرض تلقيح حديثي الرضع باللقاحات المفقودة في المؤسسات الإستشفائية العمومية مقابل أسعار باهظة، إلا أنها غير مضخمة، حيث سعر اللقاح في بلدان الصنع كفرنسا لا تقل عن 20 أورو، مضيفا أن انعدام وجود لقاحات جنيسة تُخفض التسعيرة المرتفعة للقاحات حال دون انخفاض سعر التلقيح بالعيادات الطبية الخاصة إلى أقل من ألفي دج، كما شدّد المتحدث على ضرورة تدخل الوصاية لمراقبة هذه اللقاحات المستعملة في العيادات الخاصة، حيث لم تخضع لمراقبة معهد باستور والتأكد من مطابقتها للمقاييس العالمية والمعايير المعمول بها في الجزائر، حيث تم إدخالها للجزائر بطريقة فردية وعبر قنوات خاصة. * ومن جانبه، أكد البروفيسور خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لتطوير البحث وترقيته أن ثغرات تموين الجزائر باللقاحات الضرورية ستؤثر على الرضع وأيضا على إستراتيجية التلقيح بصفة عامة على المدى البعيد، داعيا الجهات الوصية لاستدراك التأخر بصفة استعجاليه وانقاذ حوالي 700 ألف رضيع وإرساء إستراتيجية وطنية على مستوى تخزين اللقاحات الضرورية وأدوية الأمراض المزمنة بصفة تؤمن الجزائر من أي أزمة مماثلة مستقبلا.