تسلمت الجزائر، مساء أمس، حوالي 50 ألف جرعة من اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية، وهي الدفعة الأولى الموجهة خصيصا للحجاج، من أصل طلبية قدرها 1.5 مليون جرعة من المنتظر أن تصل منتصف أكتوبر المقبل حسب البروفيسور محمد الشرف عبادي، مدير معهد باستور، أي بتأخر قدره شهر مقارنة بالعام الفارط وبفرنسا التي يتوفر اللقاح في صيدلياتها منذ أسبوع، وهو ما عزاه المتحدث إلى عدم توفر المال اللازم لدفع مستحقات الكمية المتبقية، وفقا لإجراءات قانون المالية التكميلي. * أثار تأخر توفر اللقاح ضد الزكام في الصيدليات تخوفا وسط المواطنين الذين اعتادوا الوقاية من هذا الفيروس في هذه الفترة، وحيرة أيضا بين أوساط الصيادلة الذين أكدوا أنهم لم يستلموا أي كميات، مع أن توزيع هذا اللقاح عليهم يكون في نهاية سبتمبر على أقصى تقدير، مؤكدين أنهم يستقبلون يوميا عشرات المواطنين الذين يستفسرون عن هذا اللقاح دون أن يجدوا عندهم الإجابة الشافية. * وتأتي هذه البلبلة تزامنا مع انطلاق توزيع اللقاح المضاد للزكام في فرنسا الأسبوع الفارط وتوفره منذ السبت الماضي في جميع الصيدليات هناك، خاصة وأن حملة التلقيح ضد هذه الأنفلونزا بالجزائر بدأت العام الماضي في نفس التوقيت الذي بدأت فيه بفرنسا، مما زاد من تخوف المواطنين. * مدير معهد باستور توقع أن يتوفر هذا اللقاح في الجزائر في منتصف أكتوبر على أقصى تقدير على حد قوله، كاشفا بأن ما يقارب 50 ألف جرعة فقط وصلت مساء أمس، لكنها مخصصة للحجاج قصد استكمال إجراءات التأشيرة. * وعن أصل هذه المشكلة، قال البروفيسور عبادي أن سبب التأخير هو مادي بحت، كون الأموال اللازمة لشراء 1.5 مليون جرعة من اللقاح التي طلبتها الجزائر لهذا الموسم غير متوفرة حاليا، خاصة وان قانون المالية التكميلي يلزم المستوردين بدفع مستحقات المواد المستوردة مسبقا وتوفير المبلغ في البنك، وهو ما يعيق حسبه جلب الكمية المتبقية. * المتحدث وعد أيضا بحل المشكل في غضون الأسبوع الجاري، مضيفا أن الطلب ارتفع هذا العام مقارنة بالعام الفارط بفرق قدره 300 ألف جرعة، حيث استعملت الجزائر العام الفارط 1.1 مليون جرعة من أصل 1.2 مليون جرعة. * أحد المسؤولين بالمؤسسة الوطنية للصيادلة أبدى استغرابه من التجاهل الذي اكتنف عملية توفير اللقاح المضاد للزكام ببلادنا ومن الاهتمام الزائد باللقاح ضد انفلونزا الخنازير، مع أن الأول - حسبه - أشد فتكا، إذ يتسبب في مقتل 3 آلاف شخص سنويا، مقابل وفاة 4 آلاف شخص أصيب بأنفلونزا الخنازير منذ انتشارها قبل 6 أشهر، مضيفا أن استعمال اللقاح ضد الزكام بعد ذروة انتشاره يكون أقل فعالية منه قبل انتشاره. * وكشف المتحدث بأنه متخوف من أن نعيش هذه السنة أزمة في هذه اللقاحات ونعود إلى عهد جلبها من الخارج، في إشارة إلى انه تلقى طلبات من أقاربه ومعارفه بأن يجلب لهم معه لقاحات من فرنسا التي يزورها هذه الأيام.