مايزال حوالي 1 مليون و400 جرعة من اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير مكدسة على مستوى المخابر الرئيسية للمستشفيات، بعد عزوف المواطنين على إجراء اللقاح خوفا من آثاره الجانبية، مما يعني أن الخزينة العمومية خسرت 6 ملايين دولار على لقاحات لم تستخدم ومصيرها التلف، على اعتبار أن مدة صلاحيتها لا تتجاوز السنة. * وسجلت الجزائر آخر حالة إصابة مؤكدة بفيروس أش1 أن1 في أوائل شهر جانفي الماضي، في حين أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين توفوا بسبب المرض لم يتجاوز 70 حالة، أغلبهم من ذوي الأمراض المزمنة والنساء الحوامل، في وقت بلغ فيه العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة حوالي 300 حالة، مما يطرح علامة استفهام حول حالة التأهب القصوى التي أعلنتها وزارة الصحة لمواجهة العدوى، مع تخصيص ملايين الدولارات لاستيراد لقاح لم تؤكد المخابر الأجنبية صلاحية استعماله. * ويؤكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بركاني بقاط في تصريح أمس ل "الشروق"، بأن وزارة الصحة ارتكبت خطأ فادحا في كيفية التعامل مع فيروس أش1 أن1، حينما قامت باستقدام اللقاح عند نهاية فترة انتشار المرض، أي في أوائل شهر يناير، إلى جانب فشل الحملات التحسيسية التي قامت بها عبر مختلف وسائل الإعلام، من أجل إقناع المواطنين بضرورة التلقيح ضد المرض، بدليل عزوف الكثير من الأشخاص عن عملية التلقيح، بعد انتشار مخاوف كبيرة من تأثيراته الجانبية، وتسجيل عدد من حالات الوفيات لدى أشخاص كانوا معنيين بعملية التلقيح. * وقدرت الوزارة الوصية احتياجاتها من اللقاح المضاد لفيروس أش1 أن1 ب20 مليون جرعة، بقيمة 80 مليون دولار، وذلك بغرض تلقيح أكبر عدد من الأشخاص، في حين أنها قلصت طلبيتها إلى 5 ملايين جرعة، بسبب تزايد عدد الطلبات على اللقاح على مستوى المخابر الأجنبية، التي لم تزود وزارة الصحة سوى ب1،4 مليون لقاح، تم استعمال حوالي 400 لقاح فقط، في حين ماتزال الكمية المتبقية مكدسة على مستوى الصيدليات المركزية للمستشفيات، في ظل استحالة استخدامها خلال الموسم القادم، نظرا لعاملين أساسيين وهما تغير نمط الفيروس، وكذا تلف اللقاح الذي يصلح لمدة سنة واحدة فقط. * ويرى الدكتور بقاط بركاني بأن الجزائر تعد أحد ضحايا احتيال القرن، بعد أن انساقت وراء تعمد المنظمة العالمية للصحة المبالغة في رفع درجة خطر الانتشار السريع لفيروس أنفلونزا الخنازير، وذلك بالتواطؤ مع خبراء يعملون على مستواها وينسقون في الوقت ذاته مع مخابر عالمية معروفة، مقدرا الثروة التي حصدها هؤلاء جراء هذه الحملة المغلوطة بملايير الدولارات. * وقلل المصدر ذاته من الحصيلة التي قدمتها المنظمة العالمية للصحة بخصوص عدد الوفيات جراء الإصابة بفيرس أش1 أن1، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 17483حالة وفاة، قائلا بأن الرقم ضئيل جدا إذا ما تمت مقارنته بعدد الوفيات جراء الأنفلونزا العادية التي تحصد سنويا أرواح ما لا يقل عن 1 مليون شخص عبر العالم. * في حين أن آخر إصابة تم الإعلان عنها كانت في 27 مارس الماضي، ومنذ ذلك التاريخ لم تسجل أية حالة وفاة أو إصابة بإنفلونزا الخنازير في أي بلد، وبلغ عدد الوفيات في افريقيا 167 شخص، وفي الأمريكيتين أكثر من 8175 حالة، فيما قدرت وفيات الشرق الأوسط ب1019 وفي أوروبا 4669 وفاة.