محمود عباس يريد إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية لأنه يعتقد أن حماس قد أكلت ضربة بواسطة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة! عباس أحسن له أن يعلن نفسه مرشح ناتنياهو أفضل من أن يعلن بأنه مرشح دحلان وجماعته! ناتنياهو وباراك قالوا لعباس لا يحق لك أن تؤيد تقرير جمعيات حقوق الإنسان القائل بخرق إسرائيل لقواعد الحرب الإنسانية والقيام بجرائم حرب في غزة· لأن هذه الجرائم المرتكبة كانت بطلب من عباس الذي شجع إسرائيل على تأديب حماس في غزة، وترجى أولمرت بأن لا يوقف الحرب على غزة حتى ينتهي من الوجود الحماسي هناك! فهل تعاقب إسرائيل على إنجاز عسكري كان بطلب من عباس؟! المصيبة أن عباس لم تهدده إسرائيل بكشف المستور حول موضوع غزة، بل هددت أيضا بحجب رخصة الهاتف النقال عن ابن محمود عباس إن هو أيد تحويل التقرير إلى مجلس الأمن الدولي! وهكذا تختلط المسائل التجارية والبسنسة مع قضايا تصفية شعب بأكمله! وهذا بالطبع في نظر عباس ليس من الفساد في شيء، بل هو استفادات شرعية! تماما مثلما فعلها قريع رئيس الحكومة الفلسطينية الأسبق حين تولى بيع الإسمنت للإسرائيليين لاستعماله في تشييد الجدار العازل· مقابل السكوت عن تشييد هذا الجدار في الواقع العملي! مشكلة الإخوة في فلسطين أن إسرائيل وقيادة إسرائيل أصبحت أرحم لهم من قيادة محمود عباس وجماعته! هذه الحقيقة وما عداها ليس إلا أوهاما! ولعل الأيام ستكشف ما هو أخطر مما حصل حتى الآن!