المشكل هذا يعاني منه العديد من أصحاب الأكشاك الذين لديهم شريحة ''الفليكسي'' ممن تحدثت إليهم ''الفجر''، فغالبا ما تحدث مناوشات كلامية تصل إلى حد التشابك بالأيدي والشجارات الدامية بين الزبون وصاحب ''فليكسي'' الذي يصر على تحويل المبلغ المتفق عليه إلى رصيد الزبون، في حين يلح الزبون على عدم وصول الرصيد إلى حسابه رغم دفعه للمبلغ المالي، ليطلب بعدها من صاحب الشريحة إعادة العملية أو إرجاعه المبلغ المدفوع• حميد•• صاحب محل للهاتف النقال إلى جانب امتلاكه لشريحة ''فليكسي'' طلبنا منه التحدث معنا عن هذا المشكل، فكان رده بأنه يعاني كغيره من أصحاب هذه الشرائح إذ في كثير من الأحيان يأتيه الزبون بعد خروجه من المحل ويبلغه بأن الرصيد الذي طلب قيمته لم يصله• وفي هذه الحالة تبدأ المشاكل•• يقول حميد، ويقع التصادم حول التحويل وعدم التحويل، هذا ما يفتح بابا للشك من كلا الطرفين، فالزبون يشك في صدق كلام صاحب المحل• ومن جهته صاحب المحل هو الآخر يشك في مدى صدق أقوال الزبون وادعاءاته، ولولا تلك العملية الآلية التي يمكن من خلالها معرفة قيمة الرصيد الذي حول وكذا الرقم المحول إليه لما تم الاتفاق والرضا بين الجانبين• وختم حميد حديثه معنا قائلا إن المشاكل التي يجلبها ''الفليكسي'' أكثر من الأرباح التي يجنيها من ورائه، نظرا لإعادة إرسال الرصيد في بعض الحالات إلى نفس الرقم مرتين تفاديا للمشاكل، خاصة كبار السن الذين لا يفهمون تبريرات صاحب شريحة التعبئة• مشكل آخر يعاني منه أصحاب شريحة التعبئة، وهو الخطأ في الرقم• حدثنا عنه مقران، يشتغل في محل للهاتف العمومي وله شريحة معتمدة من طرف أحد المتعاملين في مجال الاتصالات في الجزائر، حيث صرح لنا قائلا إن الكثير من الزبائن من يأتون إليه لتزويد هواتفهم النقالة بوحدات هاتفية، وأثناء طلب مقران من الزبون رقم هاتفه يخطئ هذا الأخير في الرقم، ومن ثم يتم تحويل الرصيد إلى رقم شخص آخر• وعندما لا يصل الرصيد إلى الزبون يلقي باللوم على صاحب المحل ويدعي أنه تعمد تحويله إلى ذلك الرقم• وكثيرة هي المناوشات التي حدثت لمقران مع العديد من الزبائن نتيجة خطئهم في الرقم ورفض هذا الأخير تكرار العملية، لأنه حسب محدثنا الخطأ يتحمله الزبون وحده لكن وحتى نكون منصفين فإن مثل هذا المشكل لا يتحملها الزبون وحده ففي مرات عديدة يخطئ صاحب المحل بسبب السرعة في تنفيذ العملية قصد تحويل أكبر مبلغ ممكن للزبائن، خاصة في المناسبات والأعياد، أين يكثر الطلب على ''فليكسي'' وهنا تحدث الأخطاء• غياب الشبكة في المناسبات يقلل من أرباح التجار لعل ما يؤرق أصحاب فليكسي ويقلل من أرباحهم هو غياب الشبكة أوانعدامها خاصة في المناسبات والأعياد نتيجة الطلبات المتزايدة والضغط الكبير الذي يصيب شبكات متعاملي الهاتف النقال، مما يفوت على أصحاب ''الفليكسي'' فرصة الربح في هذا الوقت الحساس• هامش ربح قليل وزيادة ب 10 دج على كل تعبئة يجمع الكثير من أصحاب شرائح ''فليكسي'' على أن هامش الربح الذي يأخذونه مقابل كل تعبئة قليل جدا، مقارنة بتبعات والمشاكل التي يتلقونها في حالة عدم وصول الرصيد إلى الزبون• وعلى هذا الأساس اهتدى الكثير منهم إن لم نقل معظمهم من أصحاب تعبئة الرصيد إلى زيادة مبلغ 10دج على كل عملية تعبئة لزيادة هامش الربح، وهذا ما وقفت عليه ''الفجر'' في جولة قادتنا إلى العديد من أصحاب محلات ''الفليكسي'' فكل من سألناه عن قيمة التعبئة يرد بأن التعبئة تساوي قيمة الرصيد زائد 10دج• وعند سؤالنا عن مدى مشروعية هذه الزيادة رد علينا أحدهم بأن هامش الربح قليل جدا، إذ في كل 10000 دج نأخذ ما قيمته 250 دج، أي 5,2 بالمئة فقط، لذا تحتم علينا فرض مبلغ 10دج لزيادة هامش الربح• من جهتهم الزبائن عبروا عن عدم رضاهم عن هذه الزيادة، واعتبروها سرقة على المكشوف وطالبوا من المتعاملين تشديد الرقابة على أصحاب شرائح التعبئة لتغريم المخالفين أو حتى تنحية الاعتماد لهؤلاء• وفي اتصالنا بأحد متعاملي الهاتف النقال الناشطين في مجال سوق الاتصالات الهاتفية الجزائرية، أكد لنا هذا الأخير أن أي زيادة فوق المبلغ المطلوب تعبئته تعتبر زيادة غير قانونية، وفي حالة ما إذا اشتكى أي زبون بصاحب شريحة التعبئة سيتم إيقافها في الحين• وإن كان هذا القرار يصب في مصلحة الزبون من خلال ردع المخالفين، إلا أنه يبقى غير مجد بسبب تعليقه على شرط الشكوى من طرف الزبون من جهة وغياب الرقابة من جهة أخرى، ليبقى أصحاب الهواتف النقالة ضحية لطمع وجشع أصحاب شرائح تعبئة الرصيد في ظل غياب وسائل قانونية ورقابة صارمة تساعد على احترام الأسعار المقدمة للزبون•