عمرو موسى أخيرا زار قطاع غزة! وفُرش له البساط الأحمر! ولأنه يرأس جامعة الحكام العرب رفض أن يتقابل مع رئيس الوزراء المخلوع مصريا وإسرائيليا ودحلاويا "هنية" لأنه انتخب من طرف الشعب الفلسطيني.. وقرر أن يقابله مع من خلعوه حتى لا يعطي عمرو موسى الشرعية لهنية؟! وكأن عمرو موسى يمثل الشرعية.. ويحرص على عدم منحها لمن لا يستحقها مثل هنية المنتخب! عمرو موسى يمثل بالفعل السياسة المصرية في أسوأ صورها نحو فلسطين والشعب الفلسطيني.. ولا يمثل الجامعة العربية التي من المفروض أن تقف على مسافة واحدة من جماعة عباس وجماعة هنية! هذا إذا لم تنحاز إلى هنية باعتباره منتخبا شرعيا.. وعباس قد انتهت صلاحيته كسلعة سياسية من زمان! الجزائر تعلن رسميا أنها تقف سياسيا على مسافة واحدة من حماس ومن فتح.. ولذلك ترفض استقبال عباس رسميا في الجزائز لأنه لا يمثل الشرعية.. ولكن عمرو موسى الذي يمثل الجامعة العربية، وبالتالي يمثل الجزائر، ينحاز إلى عباس تماما مثلما تفعل مصر بلده! ولا يعير أدنى اهتمام للدول العربية الأخرى العضوة في الجامعة العربية ومنها الجزائر! عمرو موسى ضغط على حماس، كما تفعل مصر، من أجل أن توقع الإتفاق الذي وضعته لصالح جماعة عباس وصالح إسرائيل.. وصالح أمن إسرائيل! عباس خرج على الناس بمعارضته لموضوع رفع الحصار على غزة دون تمكين حكومة فياض من حق تفتيش ما يرد لغزة، أي نقل الحصار من الجناح الإسرائيلي إلى الجناح الفلسطيني المؤيد لحصار غزة من طرف إسرائيل! وبعبارة أخرى، عمرو موسى ذهب إلى قطاع غزة كعراب لسياسة إسرائيل عبر محمود عباس ومصر في موضوع رفع الحصار! أي أن أمين عام الجامعة العربية مع فكرة "فلسطنة" الحصار بما يسمح لعباس بفرض سياسته على الشعب الفلسطيني! المضحك في أمر عمرو موسى هو أنه قال لأهل غزة المحاصرين رفع الحصار عنكم ومدكم بالأموال المطلوبة لإعادة البناء يبقى رهن توقيعكم على الإتفاق المصري مع السلطة.. تماما مثلما تقول إسرائيل للرأي العام الدولي من أن رفع الحصار يمر عبر اعتراف حماس بإسرائيل وحقها في أخذ أجزاء من الأراضي المحتلة عام 1967! زيارة عمرو موسى إلى غزة تأخرت كل هذا الوقت، لأن موقع الجامعة العربية يبقى متطابقا مع موقف إسرائيل ومصر في هذا الموضوع. الغريب في الأمر أن عمرو موسى، خلال زيارته لغزة، سعى إلى إقناع الغزاويين بانتهازية الموقف التركي في المنطقة! خاصة بعد أحداث قافلة الحرية! وقد سبق زيارة موسى لغزة أنه قام بزيارة إلى تركيا للتشويش على حكاية رفع الحصار ودعم الموقف المصري الإسرائيلي العباسي في هذا الموضوع! لكن هذا كله "كوم" وما قاله عمرو موسى للغزاويين "كوم"! فقد قال لهم أموال الدولة المانحة موجودة في الجامعة العربية وتنتظر الإتفاق بين الفلسطينيين للإفراج عنها. لكن ما لم يقله عمرو موسى هو أن الجامعة العربية والقاهرة لا يتمنون رفع الحصار.. حتى تبقى هذه الأموال في يد المصريين في هذا الظرف المتسم بالأزمة الإقتصادية! وأموال غزة المجمدة عند الجامعة العربية هي بمثابة اللحمة التي نزلت من السماء على "جو" جائع! والأكيد أن عمرو موسى وعباس ومصر سيعملان على تعطيل الديناميكية التي أحدثتها تركيا في المنطقة بموضوع رفع الحصار! وسيعمل هؤلاء على إطالة أمد ما يسمونه بالحوار والتشاور حول كيفيات وآليات رفع الحصار.. والهدف ليس ضمان أمن إسرائيل فقط بل الهدف هو ضمان بقاء أموال غزة عن هؤلاء السماسرة باسم القضية! المصيبة أن البلدان العربية ماتزال ساكتة على عدم صرف الأموال التي رصدتها لإعادة إعمار غزة في هذه المجالات!.