مخطئ من يعتقد أن تأزم العلاقات الجزائرية المصرية كان بسبب كرة القدم وحدها•• لأن الحقيقة خلاف ذلك•• لأنه منذ سنوات والسلطات المصرية تقوم باستفزاز الجزائر بمناسبة وبغير مناسبة••! بدأت الحكاية من الحرب على العراق حين أعطت مصر لنفسها حق اتخاذ قرار تأييد الحرب على العراق باسم الجامعة العربية•• وعارضت الجزائر هذه الحرب بشدة•• ولكن مصر مبارك استخدمت الجامعة العربية لإعطاء شرعية مجموعة حفر الباطن وتسببت في تدمير بلد بحجم العراق•• وتشريد شعبه مع تشريد مليون مصري يعملون في العراق! وتوالت إهانات مصر للجزائر•• فأصبح مبارك يجتمع بالأردن والسعودية في شرم الشيخ ويقرر ما يراه مناسبا، ثم يدعو بقية العرب ومنهم الجزائر للمصادقة على ذلك فيما يسمى بالجامعة العربية! وعبرت تونس والمغرب وليبيا عن استيائهم من هذا التصرف المصري•• وحدثت أزمة الجامعة العربية قبل قمة تونس وقبل قمة الجزائر وقبل قمة الدوحة الأولى والثانية•• ومصر تمارس العنجهية ضد كل العرب بلا تمييز••! ووصل الأمر ضد الجزائر إلى حد أن الموساد الإسرائيلي نصح المخابرات المصرية بضرورة مراقبة الجزائريين القادمين إلى مصر بدقة•• لأن الفلسطينيين الذين يمارسون المقاومة يرفضون الاستسلام يستخدمون جوازات السفر الجزائرية•• لهذا كانت الإجراءات غير العادية والتي يتعرض لها الرعايا الجزائريين في مطار القاهرة• وحتى التعاون الاقتصادي لعبت فيه مصر دور ''الكورتي'' وحكاية بيع أوراسكوم لمصنع الإسمنت للشركة الفرنسية من وراء ظهر الجزائر دليل على عدم احترام المصريين للسلطات الجزائرية، كما أن حكاية إهانة المصريين لنواب جزائريين عند حدود قطاع غزة ومصادرة مساعدات موجهة للغزاويين•• وقبلها ''لهف'' الجامعة العربية ل50 مليون دولار قدمتها الجزائر كمساعدة للصومال عبر الجامعة العربية ولم تصل•• كل هذه الممارسات جعلت الجزائر تمهل ولا تهمل••! وقد سجل الجزائريون لمبارك تعامله مع الجزائر عبر باريس•• عندما يأتي للجزائر يذهب إلى باريس لتقديم تقرير لأسياده هناك•• وعندما يزور باريس يأتي منها للجزائر ليبلغ رسائل••! وكانت الجزائر في كل هذه الأمور تعبر عن امتعاضها من هذه التصرفات! واليوم حين يخرج علينا أبو الغيط ليقول: إن ما تقوم به الجزائر ضد مصر هو مؤامرة خارجية على مصر•• عندما يقول ذلك•• لا بد أن نسأل من يتآمر على العلاقات الجزائرية المصرية؟•• سفير إسرائيل في القاهرة هو الذي حرّض الفضائيات المصرية ضد الجزائر أم أمريكا التي قال لها الرئيس مبارك في جلسة حميمية مع بوش: ''إذا أردت أن يقيم بوتفليقة علاقات مع إسرائيل فاضغط عليه بواسط شيراك''! لهذا نقول: إن ما حدث بين الجزائر ومصر ليس بسبب الكرة فقط•• بل هي القطرة التي جعلت الكأس يفيض••! وعلى الجميع أن يدرك أن العلاقات الجزائرية - المصرية ينبغي أن تبنى من الآن فصاعدا على أسس أخرى غير تلك التي تجعل مصر تمارس الغطرسة على الجميع•• فالجزائر ليست مزرعة لمبارك وآل مبارك••! نحن نعرف أن أمر الهجوم على حافلة الفريق الوطني في القاهرة كان من طرف رجال المخابرات وتم الأمر على أعلى مستوى ومن طرف الثنائي جمال مبارك وعمرو سليمان وبعلم الرئيس مبارك•• ولذلك لم يقدم أي واحد للعدالة بل وقامت المخابرات المصرية بإخراج سيناريو ''بايخ'' عن ضرب الجزائريين أنفسهم! وعودة الأمور إلى نصابها يتطلب قول الحقيقة للشعب المصري قبل الشعب الجزائري ومعاقبة الفاعلين•• وبغير ذلك لن ينفع مع الجزائر استجداء القرضاوي أوهجومات شوبير وعلاء مبارك••!