تعاني الكثير من الطالبات الجامعيات والموظفات بالقطاعين العمومي والخاص، من كابوس اسمه التحرش الجنسي بمكان الدراسة أوالعمل، حيث يجدن أنفسهن لساعات محاصرات بنظرات خبيثة وكلمات مساومة تهمس بحميمية وقحة في آذانهن رغما عنهن، فهن يقضين في هذا المكان ساعات تبدو طويلة جدا وهنّ تحت الحصار الجسدي والتهديد، إما بالطرد من العمل بالنسبة للعاملات أو الرسوب بالنسبة لطالبات الجامعة، في حال رفضهن الخضوع والامتثال للأوامر• فإن كانت نسبة 27 بالمائة مؤسفة نظراً لمكانة الأستاذ الجامعي المفترض، أنه رمز التخلق والسمو ومثل أعلى في السلوك، ونظراً لخصوصية ما يسمى الحرم الجامعي، إلا أنها نسبة لا تفاجأ كل من يدخل الجامعة الجزائرية أو يعمل بها، نظرا لما آلت إليه الأوضاع داخل هذا الحرم الذي تزايد به، خلال السنوات الأخيرة، تسجيل مثل هذه الممارسات المشينة على رأسها التحرش الجنسي بالطالبات من قبل الأساتذة ومساومتهن، فإما النجاح بالتنازل أو رفض العرض ''الدنيء'' مع الرسوب• كل هذا، كان ولا يزال يحصل في صمت لأن المجتمع الجزائري، على غرار باقي المجتمعات العربية المحافظة، تحكمها قوانين دأبت على تجريم المرأة لمجرد شبهة ظالمة أو إشاعة مغرضة• أما إذا وصل الأمر للقضاء، وفي قضية أخلاقية، فهذا يعني في الكثير من الحالات التشهير بالمرأة والحكم عليها وعلى سمعتها حتى لو دخلت للمحكمة بصفتها شاكية ومتظلمة، كون حكم المجتمع يصدر حتى قبل صدور حكم العدالة نفسها• اليوم، وبمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد المرأة، ارتأينا إنجاز ملف خاص بهذه المشكلة، وهي التحرش الجنسي في الوسط الجامعي والمهني•