كشفت مصادر مطلعة ل ''الفجر'' أن ساعات بعد الحملة المسعورة التي شنتها وسائل الإعلام المصرية عقب المباراة الفاصلة المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا في الخرطوم والتي عادت فيها الغلبة لرفاق عنتر يحيى، على الجزائر وشعبها وطالت السودان وقيادته وشعبه، والتي حطت فيها وسائل الإعلام المصرية، في مسرحيتها الإعلامية السخيفة، من قيمة السلطات السودانية واتهمتها - زورا وبهتانا - بالتقصير في تنظيم المباراة وحماية المشجعين المصريين، إن الرئيس السوداني اتصل بنظيره المصري وطالبه بوقف فوري للحملة الإعلامية المصرية على السودان وهدده بعواقب وخيمة على علاقات البلدين• وأكدت المصادر المطلعة ذاتها أن البشير هدد مبارك صراحة بإعادة النظر في موضوع اتفاقية توزيع مياه النيل، وقال له بصريح العبارة إن السودان مستعد للانضمام إلى دول حوض النيل الأخرى مثل أوغندا وكينيا وتانزانيا التي تريد إعادة النظر في اتفاقية توزيع مياه النيل، الذي تعتبر بحيرة فيكتوريا الواقعة بين تانزاينا وأوغندا وكينيا منبعا لها، بينما تعتبر الخرطوم مركزا استراتيجيا لعبوره، حيث يلتقي فيها النيلان الأبيض والأزرق• وذكرت المصادر ذاتها أن ''قرصة الأذن'' السودانية أرعبت نظام مبارك، الذي يعرف مدى خطورة التهديد السوداني وتأثير موضوع إعادة توزيع مياه النيل على الأمن القومي المصري، حيث أن النيل يعتبر شريان الحياة بالنسبة إلى مصر• وقد سارع الرئيس المصري، حسني مبارك، إلى إعطاء أوامر بوقف الحملة المصرية ضد السودان، فلاحظ المتابعون انقلابا سريعا ب 360 درجة في لهجة وسائل الإعلام المصرية التي راحت تشيد بتنظيم السودان للمباراة وبالعلاقات الوطيدة بين البلدين وما إلى ذلك من شعارات رنانة مخالفة تماما لسابقتها•