أعادت مقابلة الجزائر مصر وتأهل الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 ثقة المواطنين في مختلف المسؤولين الذين يشغلون مراكز مختلفة في الدولة نظير الجهود التي بذلوها في رفع التحدي وصناعة النجاح• فقد ساهم هذا الفوز في اتساع شعبية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتأكيدها جماهيريا، خاصة وأنه أمر جميع القطاعات الحكومية بتسخير كامل الوسائل والإمكانيات ووضعها تحت تصرف الخضر ومناصريهم• وتمكنت تعليمات الرئيس بوتفليقة أيضا، بشهادة مناصري الخضر بالسودان، من إبراز قدرة الدولة الجزائرية وتأطيرها الجيد لأنصارها في الخرطوم، بدءا بالجسر الجوي الذي نقل حوالي 9 آلاف مناصر الى الخرطوم في أقل من 72 ساعة، بالإضافة إلى وسائل العلاج، النقل والمؤونة، التي وضعت تحت تصرف مناصري الخضر بالسودان• كل هذا جعل المواطنين يعترفون بدور الرئيس في صناعة هذه الملحمة، ما جعل اسمه يدوي في سماء الخرطوم وكامل أرجاء الجزائر بعد نهاية المباراة• كما ارتفعت أسهم مسؤولي القطاعات الوزارية في بورصة الجماهير، وكان المستفيد الأول وزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيار، ووزير التضامن والأسرة والجالية الوطنية بالخارج، جمال ولد عباس، نظير الجهود التي بذلاها في مصر، وبعدها في السودان، واللذين كانا آخر من يغادرها، بالإضافة الى كاتب الدولة المكلف بالاتصال لدى الوزارة الأولى، عز الدين ميهوبي، لاسيما بعد أن كان الإعلام الوطني أحد الركائز الأساسية في تدعيم أشبال المدرب رابح سعدان، وتسييره بكل حنكة وذكاء للحملة المصرية المسعورة التي طالت الجزائر ورموز سيادتها الوطنية، الى جانب تدخلاته الدقيقة في مختلف وسائل الإعلام الوطنية والمصرية والأجنبية، بالإضافة إلى وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، خاصة بعد إدانته في بيان شديد اللهجة، السلطات المصرية عقب الاعتداء على حافلة لاعبي الخضر، بالإضافة إلى استدعائه السفير المصري ومتابعته لأحوال الجالية والمصالح الجزائرية بالقاهرة• ولقياس هذا الانطباع، تقربنا من بعض الصحفيين الذين غطوا هذه الأحداث، حيث قال رئيس تحرير جريدة ''الجزائر إيبدو''، جمال زروق، ''إن الفوز على مصر ألغى جميع الأحزاب السياسية وعاد للواجهة حزب الجزائر الأوحد ب36 مليون منخرط، والانتصار ساهم في توطيد علاقة المودة والاحترام بين المواطنين ومختلف المسؤولين، خاصة وزراء الخارجية، الداخلية، الشبيبة والرياضة، التضامن والاتصال• كما تأكدت شعبية الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، حتى في المناطق التي كان البعض يشك في نوعية علاقة وروح ارتباط مواطنيها برئيس الجمهورية''• وفي نفس السياق، يرى الصحفي مهدي، من جريدة '' لو جون أنديبوندون''، أن انتصار الخضر أعاد الدفء إلى العلاقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، عبر وزراء قطاعات الرياضة، التضامن، الاتصال والخارجية•