بدأت مظاهر الاحتفال برأس السنة تطبع بعض الشوارع الرئيسية للعاصمة وقد تزينت أغلب المحلات بأشجار الميلاد خاصة المحلات التي تعرض لماركات عالمية كالساعات ومواد التجميل والعطور وغيرها من السلع التي يكثر الإقبال عليها في هذه الفترة من السنة والمتجول في شارعي ديدوش مراد والعربي بن مهيدي يلحظ إصرار وتعمد بعض المحلات على تزيين واجهاتها بأشجار الميلاد ذات الألوان و الاضاءات الكثيرة التي تلفت الانتباه،أما من لم يقتني شجرة الميلاد من التجار فقد قام بتزيينه بالأشرطة والورود وعبارات تهنئ بقدوم العام الجديد . تزينت واجهات المحلات الكبيرة بأشجار الميلاد وهي ظاهرة قد نلحظها في المدن الكبرى فقط فالمدن الداخلية تبقى بعيدة كل البعد عن الاحتفال برأس السنة الميلادية لاعتبارات عديدة تدخل في كون أن اغلب هذه المدن تفضل الاحتفال بيناير أو محرم على الاحتفال برأس السنة الجديدة التي يعتبرونها عيدا مسيحيا ولا نكاد نرى شيئا مميزا في أغلب هذه المدن مع بداية العام الجديد غير أن شوارع العاصمة وبعض المدن الكبرى الأخرى لا تكتفي بموقف المتفرج بل تشارك بألوانها وزينتها في رسم ديكور مميز ينبئ بقدوم رأس السنة وهو ما نلحظه من خلا تربع الشكولاطة بأشكاله المختلفة على مساحات كبيرة من واجهات عرض اغلب محلات بيع الحلويات ان لم نقل جميعها وزبائن هذه المحلات كما يقول عمي مختار أحد الباعة في شارع العربي بن مهيدي أنهم معروفون ويحجزون طلباتهم مسبقا من قطع الشكولاطة وبأحجام مختلفة وتفضل اغلب العائلات الشكولاطة الكبيرة المصنوعة على شكل أحذية وحيوانات وغيرها أما كعكة الميلاد فيتم صنعها في يوم الاحتفال وتصنع بأحجام مختلفة حسب رغبة العائلات أيضا فالجميع يقصد المكان لاقتناء قطعته التي لا يمكن للحفلة ان تتم بدونها وعن الإقبال يقول عمي مختار انه متذبذب ففي السنوات الماضية كنا نبيع أكثر بكثير مما نبيعه حاليا ربما لابتعاد الناس عن الاحتفال بهذه المناسبة بعد ما قيل عن حرمتها وتقليدها للغرب لكن رغم ذلك ما زلنا نمللك زبائن أوفياء لمنتجاتنا في هذا الفصل وهو ما يجعلنا نحضر باكرا ونزين واجهات المحلات لاستقطاب الزبائن وغالبا ما يتم اقتناء الشكولاطة من قبل مواطنين وخاصة الفتيات منهن يشترونها من أجل الاستمتاع بها لا أكثر ولا أقل وبالنسبة للمحل الذي يعمل فيه عمي مختار فقد أكد هذه الأخير لنا أنه ومنذ 30سنة مضت لم يتوقف ولا سنة واحدة عن صنع شكولاطة وكعك عيد الميلاد رغم كل ما يقال عنه. الماركات العالمية تفتح أبواب الاحتفالات أخذت محلات الهدايا حصة الأسد قبل الاحتفال برأس السنة الميلادية وقد تزينت هي الأخرى بأشجار عيد الميلاد ففي شارع ديدوش مراد بالعاصمة كانت محلات بيع الساعات والعطور ومواد التجميل سباقة لإضاءة شجرة الميلاد وتعليق عبارة التخفيضات اقتداءا بالمحلات الأوروبية وان كانت أغلب هذه المحلات تروج لماركات عالمية باهضة الثمن فان التخفيضات التي تروج لها تبقى بعيدة عن متناول شريحة واسعة من المواطنين غير ان الكثيرين دفعهم الفضول الى دخول مثل هذه المحلات لرؤية الأسعار عن قرب أما محلات مواد التجميل والعطور التي يكثر تبادلها في مثل هذه المناسبات فتباينت أسعارها خاصة لدى الماركات العالمية التي تجمع تشكيلة مميزة للعطور ومواد التجميل في علب وباقات مميزة فهذه الأخيرة ورغم ارتفاع أسعارها إلا أنها تبقى في رأي الكثيرين هدايا مميزة تستحق التضحية بمبلغ كبير لاقتنائها وهم ما وقفنا عليه عند استفسارنا عن الأمر لدى إحدى المحلات حيث أكدت لنا مسؤولة المبيعات ان أعياد رأس السنة تشكل فرصة سانحة لزيادة مبيعاتنا فأغلب النساء تفضلن هدايا من هذا النوع والرجال يبحثون عما يرضي المرأة وبما ان أسعار الذهب بلغت مستويات عالية فالمجازفة باقتناء هدية لعيد الميلاد من محلات التجميل أفضل بكثير من التوجه لمحلات بيع الذهب . تجار موسميون لا يفوتون الفرص تمكن بعض الباعة الشباب من ركوب الموجة في محاولة منهم لاستقطاب المشترين والزبائن ففي سوق ساحة الشهداء بالعاصمة بسط بعض الباعة الموسميين طاولاتهم لبيع مستلزمات الاحتفال برأس السنة الميلادية من شكولاطة بأشكالها المختلفة و حلويات ومكسرات متنوعة وقد لاحظنا إقبال العديد من المواطنين على اقتناء الحلويات بعضهم من اجل المتعة و والبعض الأخر من أجل التحضير للاحتفالات وهو ما أكده حكيم أحد الباعة حيث كشف من خلال حديثنا معه انه متعود كل عام على بيع مستلزمات الاحتفال خاصة مع في الأسبوع الأخير لشهر ديسمبر وان كانت الأعياد الدينية في السنوات الماضية زاحمت الاحتفال برأس السنة وفرضت منتجاتها إلا أن الاحتفال به هذه السنة قد استعاد خصوصيته بشكل كبير وهو ما مكننا من استعادة جزء من تجارتنا وبيع الحلويات وخاصة الشكولاطة وغير بعيد عن طاولة حكيم كان طاولات بيع الهدايا وتغليفها تتوسط جموع المواطنين خاصة الشباب منهم والفتيات بصورة اخص وقد جذبهم صراخ البائع الذي يدعوهم لاقتناء سلعهم التي تنوعت بين العطور والدبدبة القطنية و ودمى بابا نوال الموسيقية التي استقطبت اهتمام الكبار قبل الصغار والمثير للانتباه أن مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية بدأت تنتشر رغم كل ما يقال عنها وعن تحريم تقليد النصارى إلا ان فئة عريضة من المحتفلين يرون في الأمر مجرد تسلية لا أكثر ولا اقل.