شرعت بلدية باريس، أول أمس، في حملة تحسيسية أولى من نوعها لمحاربة ظاهرة تزايد العنف الرجالي على النساء بعد أن أصبحت تهدد النسيج الأسري• وحسب المرصد الوطني للانحراف الاجتماعي، فإن 30 ألف امرأة يعانين من استفحال الظاهرة و8 في المائة فقط منهن يجرأن على إبلاغ رجال الشرطة بتعرضهن للاعتداء خوفا من الأزواج أو الرفقاء، الأمر الذي لا يساعد على محاربة الظاهرة ورصد تطورها بشكل دقيق• فاطمة لعلام، النائبة الاشتراكية والمكلفة بمهمة المساواة بين الرجال والنساء في بلدية باريس التي تحدثت في اتصال هاتفي مع ''الفجر''، قالت إن العنف الرجالي على النساء تزايد في الأعوام الأخيرة متخذا بعدا تراجيديا لا يمكن السكوت عنه، و''يجب أن يعرف النساء اللواتي يتعرضن للضرب والقتل أحيانا أنهن لسن وحدهن وسيلقين الحماية القصوى حتى يعشن في سلام بعيدا عن التهديد والوعيد والرعب اليومي'' على حد تعبيرها• السيدة لعلام أكدت في السياق ذاته أن فعالية الحملة التي تقوم بها بلدية باريس لا يمكن أن تتحقق إلا بتضافر مجهودات الجميع على الصعيدين الفردي والجماعي، لأن محاربة الظاهرة مسألة أخلاقية واجتماعية لا تخص إلا الدولة ودورها يبقى محدودا إذا لم نحسس كل الناس بخطورة الظاهرة على التماسك الاجتماعي• وبهدف تعميم الحملة الإعلامية على أوسع نطاق ممكن، أضافت السيدة لعلام بأن 30 ألف نشرية وبطاقة بريدية ستوزع بسرعة على مستوى الجمعيات النسائية والأوساط التعليمية المختلفة متضمنة شرحا وافيا للوضعية التي آلت إليها المرأة المعنفة، ناهيك عن محاضرات وملتقيات ستنظم في كل البلديات برعاية النواب المعنيين بمحاربة العنف المسلط على النساء والعنف الزوجي بوجه عام• وتأتي الحملة التي تقوم بها بلدية باريس في إطار الإجراءات المستعجلة التي شرعت في تطبيقها الحكومة الفرنسية هذا الأسبوع تحت شعار ''محاربة العنف الزوجي قضية عام 2010 الوطنية''، بينها اعتبار العنف النفسي خلفية موضوعية تؤدي حتما إلى العنف الجسدي ومراقبة الزوج أو الرفيق العنيف عن بعد بواسطة خلخال إلكتروني، وتزويد النساء المهددات بهواتف نقالة تمكن النساء من الاتصال الفوري بالشرطة• واستلهمت فرنسا هذا الحل من التجربة الاسبانية التي أضحت مثمرة وفعالة• ومن الأرقام المرعبة التي أعلن عنها المرصد الوطني لمحاربة العنف الزوجي في سياق الحملة التحسيسية تعرض ما بين 34000 و 38000 امرأة لعنف الرجال سنويا وإبلاغ الشرطة بأكثر من ثلاثة آلاف حالة اعتداء العام الماضي في باريس فقط ومقتل 160 امرأة تحت ضربات الأزواج أو الرفقاء•