وأخيرا نطق مبارك، وأمر الإعلام المصري بالتوقف عن الحملة التي يشنها على الجزائر••• لكن بعد ماذا؟ بعد أن أتى جراد الفضائيات على الأخضر واليابس في الجزائر، من شهداء وتاريخ وشعب وحكومة، فكنا اللقطاء والهمج، ومن لا حضارة لهم والكلاب و•• و••• أين كنت يا رَيِّس قبل أسابيع•• بل قبل شهور؟ ولم تنه عن الإثم الذي اقترفه جنود أبنائك ممن تسمونهم ''إعلاميين''؟ أين كنت يا رَيِّس عندما كان إعلاميوك يطلعون على الفضائيات ويهدرون دم الجزائريين، ''اقتلوا كل الجزائريين في القاهرة يقول مذيع المدار؟ أين كنت يا رَيِّس، وتركت عرشك ينهار، وتكشف عورة دولتك••• يا للعار!؟ كلامك يا ريس يثبت ما كنا نقوله من أن الإعلام المصري غير مستقل، ويأتمر بأوامرك وأوامر ابنك••• عيب يا رَيِّس•• عيب! ما هذه صفات بلاد تسمى نفسها أم الدنيا!؟ أم أنك قبضت الثمن•• حتى وإن كان وزيرك للخارجية ما زال يشحت تعويضات وكأنه لم يفهم بعد ما قاله أويحيى والآخرون والذي مفاده أن لا تعويضات إلا ما تقره شركات التأمين• وبالنسبة لوزير الطاقة شكيب خليل الذي كشف عن مشروع شركة سيلينا بتروليوم الجزائرية - المصرية، فماذا سيكون موقف الجزائر إن اكتشفت سيلينا الغاز في الأراضي المصرية، ونحن نعلم بأن لمصر اتفاقية تصدر بموجبها الغاز لإسرائيل، هل يعني أننا سنكون مموّنا لإسرائيل بالغاز المكتشف من قبل سيلينا؟! بالمناسبة هتف لي أصدقاء جزائريون يعملون بالخليج، وقالوا إنهم مستاؤون جدا من موقف شكيب خليل ووزير الخارجية الذي ما زال يتحدث عن أخوة مصرية! وقالوا أيضا إنه كان على شكيب خليل أن يقاطع اجتماع أوابك بالقاهرة، كرد فعل على البذاءات والإهانات التي بدرت من مصر إعلاما وشعبا ومثقفين وهم يضعون كلمة مثقفين بين مزدوجتين، لأنه لا يمكن أن نصف بعد الآن يسرا أو عادل إمام أو الأسواني بالمثقف بعد الكلام السوقي الذي تفوهوا به لأسابيع في حق الجزائر• صحيح إن الصمت حكمة، لكن ''الكيل طفح'' وعلى الدولة أن تتخذ موقفا واضحا من مصر، وأن تعيد النظر في كل ما يربطنا بهذا البلد، وحتى الجامعة العربية، وكل الهيئات الأخرى التي تسيطر عليها مصر•