لم نسمع رأيك بعد بخصوص تداعيات الأزمة المصرية الجزائرية، بعد مباراة الخرطوم، خصوصا وأن الشباب الجزائري وصف الاحتفالات التي أعقبت تأهل المنتخب الجزائري على نظيره المصري باحتفالات الاستقلال الوطني، كيف رأيتها أنت؟ أكيد تابعت مشوار ''الخضر'' في التصفيات باهتمام كبير، كأي مناصر جزائري، كما تابعت باهتمام بالغ الحملة المسعورة التي شنّها الإعلام المصري على الجزائر، خاصة الشتائم التي طالت رموز الدولة الجزائرية، وعلى رأسها شهداءها، وأعجبت بهبّة الشباب الجزائري هبّة رجل واحد في وقفتهم سندا للمنتخب الجزائري خاصة في مباراته الفاصلة التي جمعته بالمنتخب المصري على أرض السودان، وهي رسالة عظيمة وجّهها هؤلاء الشباب للعالم أجمع، مفادها أن الجزائر عظيمة وكبيرة برجالها، وأنها دولة موحّدة باتحاد شبابها مع بعض، وكذا مع حكومته، وقد دمعت عيناي لما شاهدت هذا الموقف الشباني الاستثنائي والمدهش• وفعلا كان احتفالا كبيرا لا يقلّ عن الاحتفالات التي أعقبت الاستقلال• هذا الشباب بوقفته هذه وجّه أيضا رسالة للحكومة الجزائرية، يطلب فيها تثمين هذه الوقفة من قبله، بصورة غير مباشرة، لذا أرجو أن ترد عليه الحكومة بالإيجاب• يرى البعض أنه وسط الحملة التي شنّتها وسائل الإعلام وكذا بعض المسؤولين المصريين على الجزائر، خاصة على الشهداء، غاب موقف وزارة المجاهدين الجزائرية، فما تعليقك؟ الحقّ أقول عيب على وزارة المجاهدين لأنها لم ترد، كيف يحرق العلم الجزائري الذي ضحى ملايين الشهداء عليه، من أجل أن يرفرف عاليا، ليحرقه من يدّعي الأخوة والعروبة، ويتغنّى بالقومية، لكن من يرد؟ هل يرد شخص يخاف على كرسيه من الزوال، فكل من يخاف على كرسيه أن يتزعزع، تخونه الشجاعة والجرأة في قول كلمة حق، ثم عيب على دولة عربية يحرق رجال قانونها علم دولة شقيقة، وسط صمت السلطة العليا في البلاد• بعض المزايدين المصريين قالوا إن مصر حرّرت الجزائر، وعلّمت أبناءها اللغة العربية، فماذا يقول جنرال القصبة؟ قلبي ''راهو معمّر'' ولو تكلمت فلن أسكت• أقول لمن تغنّوا دائما بالعروبة، من تقولون عنهم إنهم برابرة الجزائر، هم من حرّروا مصر، ودافعوا عن حمى الإسلام في حربي ال,67 وال,73 وأتحدى أي مصري يقول إنه ساند الثورة الجزائرية، واستشهد في الجزائر، وإذا كانت الربع ساعة التي كانت تخصصها إذاعة صوت العرب للجزائر، أو إخفائها لبن بلة وآيت أحمد أو خيدر، تعدّها مساعدة، فللجزائر شهداء في الحربين العربيتين، وشهداؤنا سجلتهم مصر في سجلاتها، فأين شهداء مصر في السجلات الجزائرية؟ ثم إن موقف الجزائر الذي اعتبرته واجبا نحو أي شقيق، حين اشترت السلاح من الاتحاد السوفيتي وقدمته لمصر هدية، يفوق أي إعانة مصرية تمنّ بها مصر على الثورة الجزائرية• البعض يدعو لقطع العلاقة مع مصر، حتى اقتصاديا، والبعض يراها سحابة صيف عابرة، وستعود المياه لمجاريها بين البلدين، فماذا ترى أنت؟ عن أي سحابة تتكلمين؟ وهل ما زال ينفع الحديث عن علاقة مع مصر؟ يبدو أنك لم تشاهدي الفضائيات في الآونة الأخيرة، أما أنا فقد جلست أمام هذه القنوات كل هذه الفترة، ولغاية اليوم، وشاهدت كل شيء•• الشهداء شُتموا ونُعتوا بكل الأوصاف التي لم يصفنا بها العدو•• المصريون شكّكوا حتى في شهادتهم•• الجزائريون حكومة وشعبا ورئيسا وُصفوا بالإرهابيين، العلَم الذي ضحى من أجله الملايين من الجزائريين يحرق ويدنّس وكأنه علم إسرائيل، وليس من قِبل مناصرين متهورين، أو متحمسين، كارثة الحرق تمت من قِبل ''رجال القانون المصري''، ممثلين لنقابة قانونية، وأمام كاميرات العالم، وأمام مرأى السلطات المصرية•• بالله عليكم؛ هل حرّكت حكومتهم ساكنا، ولهذا أنا ضد أي علاقة تربط الجزائر مع مصر التي أحرق رجال قانونها علم الشهداء• هناك من ثمّن موقف السلطات الجزائرية الصامت اتجاه هذه الأحداث، وهناك من رفضها وينتظر أي تحرك، كيف رأيت هذا الموقف؟ صحيح الصمت حكمة، وصحيح أن الحكومة الجزائرية مشهود لها بدبلوماسيتها العالية، لكن والله استغرب كثيرا هذا الموقف الصامت الذي اتخذته السلطة الجزائرية، خاصة بعد سحب مصر لسفيرها بالجزائر، وبعد حرق العلم، وإهانة الجزائر في كل ما تملك، ومحاولة تشويه سمعتها، التي لن تبلغ في ذلك شيئا، لأن الجزائر أكبر من أن تشوّه رموزها،•• أستغرب كثيرا حين أرسلت الجزائر وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل لمصر، لإبرام صفقة تعاون، في الوقت الذي تسحب فيه مصر سفيرها وترفض إعادته إلى الجزائر، إلا بعد اعتذار على ذنب كَذبته هي ثم صدّقته، فهذه الزيارة على الأقل جاءت في توقيت غير مناسب على الإطلاق•• تمنيت من الحكومة الجزائرية أن تقول لمصر لا نريدك لا أنت ولا سفيرك، ولا التعاون في أي مجال مع دولة شتمتنا وأحرقت علمنا، ثم تقوم بسحب سفيرها، على الأقل معاملتها بالمثل• بعيدا عن تداعيات أزمة الجزائر ومصر، نستغل فرصة لقائك لنسألك عن ''الخرجة'' الأخيرة للمجاهدة جميلة بوحيرد والتي وجّهت عبر صحيفة وطنيّة رسالة إلى الشعب الجزائري وللرئيس بوتفليقة، تطلب فيها الإعانة !!؟ رجاء يا ابنتي من اليوم فصاعدا أرفض أي كلام عن جميلة بوحيرد، ومن أي جانب كان، ولن أعطي أي تعليق إطلاقا، لأن كلامها اليوم لا يعقل أبدا، وغير صحيح•• لكن هذا لا يمنع أن أقف معها في وجه الجميع إذا تعرّضت لأي تشويه أو إساءة من أي شخص مهما كان منصبه•