قامت ''الفجر'' أمس، بجولة استطلاعية لمعرض المنتوج الجزائري، الذي اتخذ شعار المنتوج المحلي الأصلي، لكن على ما يبدو فإن العلامات الأجنبية هي أساس المعرض، إذ تمثل أغلبية المؤسسات العارضة، وإن كانت هناك مؤسسة جزائرية عارضة فإن منتوجها يتم تركيبه أو صناعته بمواد أجنبية• وفي جولتنا التي قادتنا إلى مختلف أجنحة معرض المنتوج الجزائري، المتواصل هذه الأيام بقصر المعارض، الصنوبر البحري، التقينا شركاء تجاريين ومؤسسات جزائرية التصنيع لكنها تحمل اسم العلامات الأجنبية، ولو أن صناعتها تتوقف عند حدود التركيب أو إعادة التصنيع لا غير، كون القطع الأساسية والموارد التي يتشكّل منها المنتوج قبل تسويقه يتم استيرادها من بلد الشركة الأم• ويتساءل بعض المتعاملين ممن تحدثوا إلى ''الفجر'' عن سرّ هذا المعرض الذي يحمل شعار الوطنية، لكنه يفتح الأبواب أمام العلامات الأجنبية، رغم أننا سجلنا حضور بعض الشركات الجزائرية على غرار ''القصبة'' لإنتاج العجائن والتوابل، و''كوندور'' للإنتاج الكهرو-منزلي• وأثار المتعاملون إشكالية توطين الإنتاج التي تعتمدها الحكومة في إطار استراتيجية الموازنة الاستثمارية المشتركة بين الطرف الجزائري والأجنبي في كل مشروع استثماري محليا، كون أغلبية المؤسسات الأجنبية لم تستوطن حقا بمنتوجها، وتعتمد في سياستها الاستثمارية على التجارة أكثر مما تعتمد الجانب الصناعي، حيث تلجأ إلى جلب المواد الأساسية لتصنيع المنتوج بالجزائر من بلدها الأصلي أو مصانع أوربية، غير أن الحكومة وضمنيا وفق ما جاء في إجراءات قانون المالية التكميلي، تريد أن تقيم صناعة جزائرية 100 بالمئة، وخلال كل مراحل الإنتاج وكذا المحتويات التي يتكوّن منها، من أجل تسويقه بالجزائر على أساس أنه منتوج محلي• وعكس ذلك ما لمسناه خلال المعرض، أن الشركات العارضة اعتمدت على علامات أجنبية، حيث نادرا ما تجد منتوجها يحمل بعض القطع أو محتويات من صنع جزائري، وذلك في خضم الشروحات التي تلقيناها من العارضين• وقد أكد لنا ممثل شركة ''جينرال للتغليف'' البجاوية، باشا لونيس، أن إنتاجهم موجّه لعدة شركات تنشط بالجزائر على غرار سفيتال، صومام وغيرها، وأن حصتهم في السوق بلغت 80 بالمئة، وهي شركة جزائرية تستخدم مواد أولية من صنع جزائري ومنها المستورد، وهي نفس الشروحات التي تلقيناها من شركات أخرى سواء كوندور، كريستور، أو القصبة للعجائن، مما يستبعد إقامة صناعة جزائرية ذات إنتاج محلي مئة بالمئة في الوقت الحالي• عبدو•ج