اختتم مؤخرا الصالون الدولي ال15 للصناعات التقليدية الذي احتضنه قصر المعارض والذي عرف مشاركة 14 دولة، وعلى الرغم من أهمية المنتوجات التقليدية التي تعكس التنوع والثراء في الموروث الثقافي الجزائري، إلا أن الإقبال على المعرض لم يكن بالمستوى المطلوب، وهو ما أكده ل''المساء'' بعض الحرفيين الذين التقيناهم بالمعرض والذين اعتبروا الاختتام فرصة للحديث عن بعض النقائص التي شابت المعرض. ففي الوقت الذي عبر فيه بعض الزوار عن استحسانهم لما تم عرضه بالمعرض من صناعات تقليدية، تعكس ما يتمتع به الحرفيون المحليون من مهارة عالية في تصميم وإعداد مختلف المنتجات، كالسيراميك والنحاس والفخار والنسيج والزجاج والخشب والحلي... اعتبروا أسعار المعروضات جد باهظة، ولا تتماشى وقدراتهم الشرائية ما دفعهم إلى الاكتفاء بالتفرج والتقاط الصور وإذا كان هذا رأي الزوار فإن العارضين من الحرفيين أيضا كانت لهم كلمتهم. المعرض كان فرصة للاحتكاك بالمواطنين اعتبرت الحرفية ''زهرة بغداي'' التي كانت تعرض بجناح الحرف التزيينية الموجهة لديكور المنازل المعرض بمثابة الفرصة التي تتاح للعارض من أجل التعريف بمنتوجه وربط علاقات مع باقي الحرفيين، كما اعتبرت المعرض وسلية تساعد على الترويج لمنتجات الحرفيين التي تواجه صعوبة في التسويق، وقد اعتبرت إقبال الزوار على المعرض رغم قلته كافيا بالنسبة للحرفي الذي يبحث عن أي فرصة ليحتك بالمواطن. حبذا لو يتم تنظيم معارض بصورة دورية في كل الوطن؟ اعتبر السيد ''زكري محمد الهاشمي'' من ورقلة وهو حرفي في صناعة الأشكال التزيينية بقارورات الزجاج والرمال الإقبال مقبولا نوعا ما على المعرض للتعرف على مختلف الحرف والصناعات التقليدية التي يزخر بها مختلف ربوع الوطن، حيث قال ''أتمنى أن تتكرر مثل هذه التظاهرات في مختلف ولايات الوطن حتى يتسنى لنا الاحتكاك مع غيرنا من الحرفيين وحتى يتسنى لنا التعريف بمنتجنا وتعليمه للشباب الراغب في تعلم الحرفة''. المعرض كان للتعريف بالمنتج وليس للبيع من جهته اعتبر الحرفي ''فيصل قصاص'' الذي جاء من ولاية وهران بغرض التعريف بحرفته المتمثلة في صنع اللوحات وتزيينها بالأعشاب والأزهار الطبيعية الإقبال على المعرض الدولي جد محتشم وأرجع ذلك إلى ضعف الإعلام، إذ قال ''إن أغلبية الذين زاروا المعرض علموا بوجوده بمحض الصدفة'' وانتقد من جهة أخرى رغبة الزبائن في اقتناء بعض المصنوعات الحرفية بنصف ثمنها وعلق حول هذا قائلا ''إننا بصدد العرض والتعريف بالمنتج ولم نأت من أجل الصولد''. المعرض كشف اهتمام الناس بالموروث الثقافي قالت السيدة ''سميرة حمامي'' حرفية في النسيج التقليدي جاءت من ولاية ورقلة، إن المعرض كان في المستوى المطلوب سواء من حيث التنظيم أو من حيث الاهتمام الكبير الذي أولاه وزير الصناعات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية مصطفى بن بادة للمعرض بحضوره بصفة دورية، حيث أولى اهتماما كبيرا لانشغالات الحرفين واغتنمت الحرفية سميرة الفرصة لتتمنى أن يتم تنظيم معارض خارج الوطن، لأن المنتوج المحلي التقليدي الجزائري لديه صدى كبير في مختلف دول العالم، والدليل على ذلك الاهتمام الكبير الذي يوليه السياح بالموروث الثقافي المحلي عند زيارتهم للجزائر. المنتوج الأجنبي غطى المنتوج المحلي في الوقت الذي اعتبر فيه الحرفي ''كمال زوبير'' الذي يعمل في مجال النحاس المضغوط بالعاصمة، المعرض فرصة للتعريف بما تجود به أنامل الجزائريين من إبداع والذي تترجمه مختلف الأعمال التي يتم عرضها، انتقد عقلية زوار المعرض الذين أغفلوا الجانب الجمالي للأعمال المعروضة والجهد المبذول فيها، حيث توجه تركيزهم إلى الأثمان التي اعتبروها جد باهظة ولا تسمح لهم باقتناء المنتوج، وفي المقابل علق المتحدث قائلا ''إننا نجد الإقبال على ما تم عرضه من العارضين الأجانب كبيرا، حيث كانوا يقتنون المعروضات من دون الاكتراث للثمن علما أن العارضين الأجانب كانوا تجارا وليسوا حرفيين. حبذا لو كان المعرض وطنيا يرى السيد كمال حشو حرفي في صناعة الديكور الداخلي لقاعات الجلوس العربية بالمنازل والذي جاء من قسنطينة أن المعرض لم يحقق الغرض المرجو منه بحكم أنه لم يكن هناك تبادل ثقافي بين العارضين، حيث توجه اهتمام المواطن الجزائري نحو المنتوج الأجنبي الذي مثله تجار وليسوا حرفيين قدموا بغرض بيع سلعهم، بينما تم تهميش الحرفي الجزائري الذي كان شعاره الحفاظ على الموروث الثقافي لذا يقول المتحدث ''حبذا لو كان المعرض وطنيا لحقق الغرض منه، وهو إحداث نوع من التواصل بين شيوخ الحرفة والشباب الذي يمتهنون هذه الحرف اليوم والمتعطشون للتعلم والتعرف على ما تجود به بلاده من حرف'' ويضيف ''أنا شخصيا أجهل بعض الحرف التي تعرف بها بعض مناطق الوطن وبالتالي اعتبر المعارض فرصة حتى نكتشف ما تجود به أنامل العارضين الجزائريين ونتعطش للتعلم منهم''.