كما اعترف نفس التقرير بوجود حالات تحرش جنسي بجزائريات يعملن بمقر السفارة الأمريكيةبالجزائر، مضيفا أن تلك الحالات جرى تسجيلها قبل وقوع فضيحتي الاغتصاب اللتان تورط فيهما رئيس مكتب المخابرات الأمريكية بالسفارة، أندرو وارين، وراحت ضحيتهما سيدتان جزائريتان• وطالب تقرير أمريكي رسمي، مؤشر عليه بعبارة ''حساس جدا''، أعدته لجنة تفتيش حكومية تتألف من دبلوماسيين وموظفين سامين بوزارة الخارجية الأمريكية، أوفدت في بداية عام 2008 إلى مقر السفارة الأمريكيةبالجزائر، بضرورة إلزام هذه الأخيرة بإعداد تقارير دورية مفصلة حول الوضع في الجزائر، من مختلف المناحي والمجالات، على أن يجري إعداد تلك التقارير بشكل يومي ومعمق، وهو الأمر غير العادي في الأمر• واعترف التقرير الذي أعد في جانفي من العام الماضي، والمؤلف من 73 صفحة، تحوز ''الفجر'' على نسخة منه، بأن مصالح السفارة الأمريكية كانت تقوم خلال عهد السفير السابق، روبرت فورد، بإرسال تقارير مفصلة ويومية حول الوضع في الجزائر، إلى شعبتين تابعتين لمصالح الخارجية الأمريكية في لندن ودبي، ليتم تحليل المعطيات والمعلومات الواردة في التقارير لمعالجتها• وانتقد التقرير تراجع وتيرة إعداد وإرسال تلك التقارير، حيث قال إنها أصبحت تنجز بشكل يومي في المناسبات فقط، مثل زيارات مسؤولين أمريكيين للجزائر أو وقوع عمليات إرهابية، قبل أن يوصي بضرورة إنجاز تقارير يومية ومعمقة عن الوضع في الجزائر، بالإضافة إلى تطوير قدرات مصالح السفارة على إجراء عمليات التواصل عبر الهواء مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين، بواسطة تقنية البث عبر الكابل• ورغم تلك المآخذ والملاحظات، إلا أن تقرير لجنة التفتيش المكونة من فريق يضم 10 أشخاص، يرأسهم دبلوماسي برتبة سفير، واسمه جوزيف سوليفان، قال إن فريق السفارة الأمريكية يعتز بتفوقه على نظيره في السفارة الفرنسية بالجزائر، والذي اعتبره منافسا رئيسيا، في مجال جمع المعطيات وتوظيفها• وتضمن تقرير لجنة التفتيش الأمريكية اعترافا صريحا بممارسة مصالح السفارة الأمريكيةبالجزائر أنشطة استخباراتية، من خلال جمع المعلومات وإرسال التقارير، مع التركيز على الوضع الأمني، من خلال الاعتماد بشكل واسع على الأخبار والمقالات الصحفية، التي وصفها التقرير بأنها موثوقة في غالب الأحيان• وفي هذا الإطار، تحدث التقرير عن وجود علاقات مميزة بين بعض الصحفيين الجزائريين ومصالح السفارة، مركزا في ذات الوقت على أن الصحافة الإلكترونية أكثر حرصا على التواصل مع الممثلية الدبلوماسية الأمريكيةبالجزائر• وفي سياق حديثه عن الصحافة الجزائرية، اتهم التقرير مصالح الأمن الجزائرية باختراق الصحافة الوطنية والصحفيين، مضيفا أن السلطات العمومية فرضت خناقا على وسائل الإعلام والصحفيين من خلال تشديد العقوبات على القذف• وفي موضوع آخر، اعترف نفس التقرير بوجود حالات تحرش وقعت وراء أسوار مبنى السفارة الأمريكية وراحت ضحيتها موظفات جزائريات، حيث قال التقرير إنه خلال تواجد عناصر لجنة التفتيش الأمريكية بالسفارة، وقعت حادثة تحرش راحت ضحيتها جزائرية موظفة بالسفارة، وإن لم يذكر التقرير اسم الضحية، إلا أنه اكتفى بالقول إنها قدمت استقالتها من العمل بالسفارة فور وقوع الحادثة، قبل أن يضيف بالقول إن السفير الأمريكي آنذاك، روبرت فورد، ونائبه، تدخلا على الفور، وتم إصدار تعليمة مكتوبة تحذر الطاقم العامل بالسفارة من التحرش، وتشدد على عدم التسامح مع أية حالة مشابهة• ورغم أن التقرير المذكور لم يتطرق بالتفصيل للحادثة، إلا أنه بدا لافتا أن قضية التحرش الجنسي تلك جرت قبل وقوع فضيحة الاغتصاب التي تورط فيها ضابط مكتب المخابرات الأمريكية بالسفارة، أندرو وارين، الذي راحت ضحيته جزائريتان، جرى اغتصابهما في منزل ضابط ''سي آي إيه'' بعد تخديرهما•