انطلقت، أول أمس، بمدينة تيميمون بولاية أدرار، فعاليات الطبعة الثالثة من المهرجان الثقافي الوطني''أهليل''، بمشاركة العديد من الفرق الفلكلورية• وتميزت وقائع حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية الوطنية بتنظيم استعراض كبير للفرق المشاركة، وسط جمع غفير من المدعوين والمواطنين الذين غصت بهم ساحة أول نوفمبر والذين تفاعلوا مطولا مع أنغام هذه الفرق• وتشارك في هذا المهرجان الذي يتزامن مع انطلاق الموسم السياحي الجديد بالجنوب الكبير 12 فرقة متخصصة في فن ''أهليل''، وست فرق أخرى لتنشيط المحيط في ألوان فلكلورية مختلفة، كالحضرة والبارود والقرقابو• كما سيتم بالمناسبة تكريم شيوخ ورواد تراث ''أهليل'' من طرف المحافظة عرفانا للمجهودات التي بذلوها في الحفاظ على هذا التراث غير المادي، وتشجيعا للأجيال القادمة على مواصلة العناية به• وتشهد هذه الطبعة من المهرجان الثقافي الوطني ''أهليل'' إشراك، ولأول مرة، فرق الأشبال في المنافسة المنظمة حول تراث ''أهليل''، إضافة إلى رصد جائزة لأحسن بحث أكاديمي حول هذا التراث الفني الأصيل بالنسبة للباحثين والمهتمين، وجائزة أخرى لجامع أكبر عدد من قصائد ''أزلوان'' أي ''أهليل''• يتزامن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية مع اختتام فعاليات ''المهرجان الدولي لصحاري العالم'' الذي نظم أول أمس بمدينة تينركوك، وهو ما مكن السياح الأجانب من متابعة العروض الفلكلورية التي قدمت في حفل افتتاح مهرجان ''أهليل''، وتمثل اللوحات الفنية الجميلة التي قدمت في هذا الحفل البهيج نماذج حية تعكس عراقة تاريخ المنطقة، والتي تضاف إلى تلك القصور والمباني الأثرية الضاربة في جذور التاريخ''• كما عرف المهرجان توسعا من حيث رقعة تنظيمه جغرافيا، حيث أصبحت فعالياته لا تقتصر على الواحة الحمراء مدينة تيميمون، بل تمتد أيضا لتشمل كل من مدن أدرار وشروين وأوفروت• يذكر أن هذا اللون الغنائي المعروف ب ''أهليل'' يحتوي على مجموعة من الإيقاعات الخاصة بمنطقة فورارة، وهي تؤدى بطريقة احتفالية مهيبة في أماكن عمومية أثناء الليل في المناسبات الدينية، والأعراس وزيارات الأولياء الصالحين• وينقسم فن أهليل إلى نوعين، الأول يطلق عليه ''تقرابت'' ويؤدى جلوسا بآلات موسيقية خاصة في المناسبات الدينية، والنوع الثاني هو ''أهليل'' ويؤدى وقوفا باستعمال آلتي الناي والطبل• وتتواصل فعاليات المهرجان الثقافي الوطني ''أهليل'' إلى غاية الخميس المقبل، حيث سيتم ضمن فعالياته المتنوعة إقامة سهرات فنية ليلية بساحة أخبو نتغوني بالقصر العتيق بتيميمون، وبمركز الإشعاع الثقافي الذي سيحتضن بدوره ندوة فكرية حول هذا التراث غير المادي، والتي سينشطها أساتذة وبعض رواد هذا اللون الغنائي الأصيل• ق•ث