كشف مصدر رسمي جزائري عن اعتزام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القيام بزيارة عمل في أوائل جانفي الداخل بدعوة من الملك الإسباني خوان كارلوس، حيث تسعى الجزائر إلى إقامة علاقات استراتيجية مع مدريد، باعتبارها بلدا قريبا جغرافيا من الجزائر وقريبا فكريا أيضا مع قضايا العالم العربي والإسلامي، خاصة وأنه لعب دورا إيجابيا في مسألة حوار الأديان• ونقلت أمس عدة وكالات أنباء ومواقع إخبارية عن المصدر أن الزيارة ستستغرق ثلاثة أيام، سيجري بوتفليقة خلالها محادثات مهمة مع رئيس الوزراء الإسباني، خوسيه لويس زاباتيرو، تتناول عدة ملفات تتعلق بالعلاقات الثنائية والشؤون الدولية، أهمها ملف التعاون الأمني المشترك في إطار مكافحة الإرهاب، وكذلك بحث سبل التعاون بين البلدين• وأضاف المصدر أن ملف الطاقة سيأخذ حيزا كبيرا من المباحثات ، باعتبار أن الجزائر تعد ثالث ممون بالغاز لأوروبا• وتشهد العلاقات الجزائرية - الإسبانية تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة يعكسها تبادل الزيارات، حيث قام وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، بزيارة إلى الجزائر في شهر جويلية الماضي، معترفا بأن الجزائر بلد حيوي في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط• كما سبق لرئيس الجمهورية أن زار إسبانيا في أكتوبر 2002, تناولت علاقات التعاون في شتى المجالات بين البلدين• ومن دون شك، وبالنظر إلى اعتباره حدثا إقليميا ودوليا، فإن ملف الصحراء سيكون حاضرا في هذه الزيارة، خاصة وأن قضية المناضلة أمينتو حيدر مازالت تثير الكثير من ردود الفعل الإيجابية في إسبانيا وأوروبا عموما، والجزائر وغيرها تدرك جيدا أهمية موقف مدريد من القضية في التأثير على مواقف باقي الدول، ومنها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، وعلى رأسهم فرنسا التي لم تخف تأييدها لأطروحات الرباط•