كشف مصدر من وزارة الخارجية الإسبانية أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيقوم بزيارة إلى مدريد تلبية لدعوة من الملك الاسباني خوان كارلوس.حيث سيعقد في السابع من جانفي الداخل قمة جزائرية إسبانية ستشكل فرصة لبعث الحوار السياسي، وسيأخذ ملف التعاون الأمني، والطاقوي وتطورات النزاع في الصحراء الغربية حيزا كبيرا من المحادثات بين الجانبين. أفادت وكالة الأنباء الإسبانية »إيفي«، أمس، أن الرئيس بوتفليقة سيترأس في السابع من الشهر الداخل لقاء لقمة مع رئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس زاباتيرو، ستخصص لبحث قضايا التعاون الثنائي، وبعث الحوار السياسي وبحث قضايا إقليمية ودولية في مقدمتها النزاع حول الصحراء الغربية وملف مكافحة الإرهاب، وأوردت الوكالة أن زيارة رئيس الجمهورية إلى إسبانية والمقرر أن تستغرق ثلاثة أيام ستشكل فرصة لبعث أشغال القمة العليا المشتركة بين البلدين المجمدة منذ ثلاثة سنوات، حيث عقدت آخر دورة في 12 ديسمبر2006، ثلاثة أشهر قبل زيارة الدولة التي قادة ملك إسبانيا إلى الجزائر. ونقلت الوكالة عن مصدر من وزارة الخارجية الإسبانية أن لقاء بوتفليقة- زاباتيرو سيشكل فرصة لدفع التعاون الطاقوي بين البلدين وتعزيزه على اعتبار أن الجزائر توفر حوالي 30 بالمئة من حاجيات الغاز لإسبانيا، و في مقابل الانفراج المسجل مؤخرا في النزاع الغازي بين البلدين والمتعلق باستغلال حقل قاسي الطويل الذي فصلت فيه لمحكمة التجارية الدولية لصالح الجزائر من المنتظر أن تحتل قضية النزاع الغازي حول السعر بين البلدين بالإضافة إلى المفاوضات حول اتفاق الطاقة الإستراتيجي حيزا هاما من المباحثات الطاقوية بين الجانبين. وتحدثت وكالة الأنباء الإسبانية عن نية قيادة البلدين في استغلال هذه القمة المرتقبة لدفع التعاون الطاقوي. وعن ملف التعاون الأمني المدرج ضمن محاور المحادثات بين الرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء الإسباني، أعلن وزير الخارجية الاسباني ميغل أنحيل موراتينوس أمس في حوار لصحة »الباييس«، أن ملف الإرهاب سيكون في قلب المحادثات بين الجانبين الجزائري والاسباني في لقاء القمة المقرر في 7 جانفي، وتحدث موراتينوس عن تقدير مدريد للنجاح الدبلوماسي الذي حققته الجزائر قبل أيام، بافتككها لقرار من مجلس الأمن يقضي بمنع منح الفدية للجماعات الإرهابية التي تمارس الخطف، تابع موراتينوس بالقولۚ»الجزائر بلد عاني كثيرا من ويلات الإرهاب ونحن أيضا تعرضنا لأعمال إرهابية للقاعدة ولهذا فنحن نتفهم تشدد الجانب الجزائري في هذا المجال«. ومع اقتراب موعد تولي إسبانيا للرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي، سيكون ملف النزاع في الصحراء الغربية في قلب المحادثات المنتظرة خلال زيارة الرئيس بوتفليقة إلى اسبانيا في ظل اختلاف الرؤى وتصورات الجزائر والحكومة الاشتراكية حول تسوية الملف الصحراوي، حيث انتقل الأسبان إلى جانب المغرب، ورأت الوكالة أن العلاقات بين الجانبين عرفت "هبوطا" رغم استمرار المبادلات الوزارية بسبب خلافات اقتصادية حادة بالأخص الملف الغازي وكذا اختلاف مواقف وتصورات البلدين حول تسوية النزاع في الصحراء الغربية. وتشهد العلاقات الجزائرية - الاسبانية تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة يعكسها تبادل الزيارات، حيث قام وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس بزيارة الجزائر في شهر جوبلية من السنة الماضية أ:د خلاله أن الجزائر بلد حيوي في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط. كذلك سبق للرئيس بوتفليقة أن قام بزيارة إلى اسبانيا في أكتوبر 2002 تناولت علاقات التعاون في شتى المجالات بين البلدين.