بدأت التحضيرات لانتخابات التجديد الجزئي لمجلس الأمة تلقي بظلالها على الأحزاب السياسية وحرارة العلاقات فيما بينها، حيث شرع العديد من المنتخبين المحليين في حملة انتخابية مسبقة في محاولة لجس النبض كمرحلة أولى، وقياس درجة حرارة المعترك الانتخابي المقبل المقرر نهاية السنة الجارية، وستكون الفرصة للبعض للفصل في مسألة الترشح لهذا المنصب• أكدت مصادر مطلعة من قيادات أحزاب التحالف الرئاسي أن ''حرب المواقع داخل هذه التشكيلات السياسية انطلقت في الأيام الأخيرة على وقع المنافسة تحسبا للتجديد النصفي لانتخابات مجلس الأمة''، حيث يسعى بعض المنتخبين المحليين إلى التقرب أكثر من قيادات هذه الأحزاب بحثا عن ''المباركة'' أو ''التزكية''• ويعد حزب جبهة التحرير الوطني الأوفر حظا للفوز بأكبر عدد من مقاعد مجلس الأمة، بالنظر إلى العدد المرتفع لمنتخبيه في مختلف الولايات، حيث لا يحتاج في البعض منها حتى لتحالفات ويكفيه ضمان أصوات منتخبيه للفوز بالمقاعد المتنافس عليها• ويتذكر الجميع انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة لسنة ,2003 التي عرفت خسارة الأفالان للعديد من المقاعد بسبب الحركة التصحيحية التي عرفها الحزب آنذاك، والتي كانت ضد علي بن فليس، فانقسم المنتخبون إلى قسمين، وساندت الحركة التصحيحية حزب الأرندي في العديد من الولايات على حساب الأفالان، ما أفقدها عددا من المقاعد بمجلس الأمة• وقال قياديون في الأرندي إن ''الأمين العام للحزب أحمد أويحيى رفض الحديث عن موضوع التجديد الجزئي لمجلس الأمة خلال اللقاء الأخير للمكتب الوطني، وقرر منح كامل الصلاحيات للأمناء الولائيين الذين سيتكفلون بهذه المهمة، ومحاولة التأكد من دخول المعترك بمرشح يمكنه تحقيق الفوز وتتوفر فيه جميع مواصفات الإطار والمنتخب المثالي''• وقد شرعت بعض الأسماء المعروفة في أوساط الأرندي في حملات مسبقة، لا سيما لدى منتخبي الأحزاب السياسية الأخرى، بعد أن ضمن البعض اجتياز مرحلة التصفيات على مستوى الحزب، الذي اعتاد على تنظيم انتخابات أولية بين منتخبي الحزب قبل التجند للموعد النهائي• أما بالنسبة لحركة مجتمع السلم فإن ''الوقت سابق لأوانه للحديث حول موضوع انتخابات التجديد الجزئي لمجلس الأمة''، لا سيما في ظل الأزمة التي تعيشها الحركة جراء الانشقاق الذي حدث في صفوفها، والذي انتهى باستقالة العديد من المنتخبين الذين قرروا الالتحاق بحركة الدعوة والتغيير، بمن فيهم أغلبية أعضاء مجلس الأمة ذاتهم• ويقول منتخبون من حمس إن ''الحركة فقدت منتخبين في ولايات حساسة معروفة بتواجدها المكثف فيها''، على غرار ولاية بومرداس التي يكثر بها تواجد منتخبي الحركة، والذين التحقوا بالجناح الثاني، حيث كان بإمكان الحركة الفوز بمقعد مجلس الأمة بهذه الولاية• ويتحدث البعض عن إمكانية إعداد التحالف الرئاسي لاستراتيجية عبر العديد من الولايات تحسبا لهذا الموعد الانتخابي، وهذا قصد تفادي ضياع أي مقعد من المقاعد التي سيجري حولها التنافس لصالح حزب من أحزاب المعارضة، وهي الخطة التي ستمكن هذه الأحزاب من الحفاظ على الأغلبية في الغرفة الأولى•