تعتزم قيادة التجمع الوطني الديمقراطي فتح المجال واسعا أمام منتخبيها المحليين لاختيار المترشحين الذين سيتقدمون لاستحقاقات التجديد الجزئي لمجلس الأمة المرتقبة نهاية العام الجاري. حيث سيمنح منتخبو الحزب وإطاراته المحلية الضوء الأخضر لخوض الانتخابات، وعقد التحالفات مع المنتخبين المنتمين لمختلف التشكيلات السياسية من داخل التحالف الرئاسي ومن خارجه. وأيا كانت مشاربها بما فيها تلك المنتمية إلى المعارضة، دون العودة في كل مرة إلى القيادة، التي ستكتفي برسم الأطر العامة للتحالفات، على المستوى المركزي، مع قيادات باقي الأحزاب. وهذا حسب ما استقته ''البلاد'' من مصادر قيادية بالحزب. ويراهن الأرندي على هذه الإستراتيجية، لتحقيق نتائج إيجابية في انتخابات التجديد الجزئي. ولجأت قيادة حزب الوزير الأول إلى هذا الأسلوب إدراكا منها أن المنتخبين والمناضلين على المستوى المحلي أدرى بمعطيات ولاياتهم وخصوصياتها، لاسيما وأن التجربة أثبتت نجاح هذه المنهجية في الانتخابات التشريعية الأخيرة المنظمة في ماي 2007، عندما فوّضت قيادة الأرندي قاعدتها النضالية وهياكلها المحلية لاختيار المترشحين الذين سيدخلون معترك التشريعيات، وعدم اعتراض القيادة على هؤلاء المترشحين، بغض النظر عن فترة نضالهم في صفوف الحزب، أو مستواهم الثقافي، فالمهم بالنسبة لحزب أويحيى هو قدرة هؤلاء على التجنيد وجلب أكبر قدر من الأصوات. وكانت النتيجة أن استدرك الحزب التراجع الذي أصابه في انتخابات 2002، حيث لم يحصل سوى على 48مقعدا، مضيّعا بذلك 108مقاعد، مقارنة بنتائجه في تشريعيات 1997المثيرة للجدل. وحقق نتائج مرضية في 2007، حيث قفز عدد نوابه بالمجلس الشعبي الوطني إلى 26 نائبا، وسرعان ما ارتفع العدد إلى 70، بعد التحاق ثمانية نواب من أحزاب أخرى. وسيتم استغلال فرصة عقد الندوات الجهوية للحزب التي تنطلق اليوم، لتبليغ هذه التوجيهات لمناضلي الحزب وإطاراته، مع تنبيههم إلى أن هذه الحرية في التحرك، ستقابلها عقوبات تطبق على الولايات، التي يخفق فيها الحزب في تحقيق أهدافه، مثلما حصل في التشريعيات الماضية، حيث عزل أويحيى عددا من المسؤولين الولائيين بسبب النتائج السلبية التي حققتها قوائم الحزب في الانتخابات التشريعية. وسطّر الأرندي لنفسه هدف الحصول على 20مقعدا، من المقاعد ال 48التي ستكون محل تنافس في استحقاقات ديسمبر المقبل. ولبلوغ هذا الهدف سيكون مضطرا إلى نسج تحالفات مع جميع الأطراف، لاسيما مع بروز الجبهة الوطنية الجزائرية وحزب العمال على الساحة، بفعل ارتفاع عدد منتخبيهما بعد الانتخابات المحلية الأخيرة، حيث ستغذي نتائج المحليات، طموح حزبي تواتي وحنون في الالتحاق بالغرفة العليا لأول مرة.