2000 مغترب بأليكانت مهدد بسحب وثائقه أوضح نائب قنصل الجزائر بأليكانت، عبد الكريم حواس، أن عددا كبيرا من المهاجرين مهددون بفقدان وثائق الإقامة والعمل، بسبب الأزمة المالية التي تضرب العالم وبشكل قوي إسبانيا، التي انعكست على أفراد الجالية الجزائرية بقوة من خلال فقدانهم لمناصب عملهم، ما دفع بعدد كبير من المهاجرين المقيمين بطريقة شرعية إلى اتخاذ قرار إعادة عائلاتهم إلى الجزائر بعد أن تأثروا في انتظار تحسن الحالة الاجتماعية والاقتصادية، موضحا أن الحرافة أصبحوا في أسوء حال من ذي قبل، بعد أن فرضت عليهم الأزمة ممارسة مختلف أنواع اللصوصية، والمبيت في العراء، وأصبحوا هدفا سهلا لعصابات الجريمة التي تستغل حاجتهم للمال• ذكر مسؤولو مكتب الهجرة لمنطقة أليكانت الإسبانية ل''الفجر''، أن حوالي 10 آلاف مهاجر من بينهم حوالي 2000 جزائري مهددون بفقدان بطاقة الإقامة والعمل في مقاطعة فالونس وحدها بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إسبانيا، والتي خلفت أكثر من 4 ملايين بطال، مشيرا إلى أن قطاعات البناء والأشغال العمومية الأكثر تضررا، بما يفوق 80 بالمائة مقارنة بمختلف القطاعات الأخرى، باعتبار أنها المجالات التي كانت تستقطب أكبر نسبة من اليد العاملة الجزائرية المغتربة، موضحا أن قطاع الفلاحة الذي كان يشغل الأعداد الهائلة من المغتربين خاصة منهم القادمين من شمال إفريقيا، أصبح يمنح الأولوية للمواطنين الإسبان وفق قرارات الحكومة الإسبانية الداعية إلى ضرورة تشغيل العمال الإسبان في مختلف المناصب المفتوحة في إطار العمل على مكافحة البطالة، ما جعل المهاجرين يعانون البطالة• وقال نائب قنصل الجزائر بأليكانت، السيد عبد الكريم حواس، ل''الفجر'' في رده على سؤال حول وضعية الجالية، إن المهاجرين الجزائريين تأثروا بالأزمة المالية بشكل كبير لعدة اعتبارات، أهمها القرارات التي يتم اتخاذها من طرف مصالح الهجرة في إسبانيا بهدف تطويق أزمة البطالة التي أفرزت أكثر من 4 ملايين بطال، وآخرها فرض عقوبة تصل إلى 300 أورو على كل مهاجر شرعي لا يملك وثيقة التسجيل في مكتب الهجرة، ما يهدد عددا كبيرا من المقيمين الجزائريين بفقدان وثائقهم (بطاقة الإقامة والعمل)، وتحولهم بذلك إلى مهاجرين غير شرعيين دون وثائق، مشيرا في سياق حديثه إلى الإجراءات التي أقدمت عليها الجالية الجزائرية للتصدي للأزمة المالية، من خلال إعادة عائلاتهم إلى أرض الوطن تفاديا لمصاريف تثقل كاهلهم، في حين يبقى أولياؤهم في انتظار انفراج الوضع والحصول على منصب عمل، وآخرون فضلوا العودة إلى الجزائر بطريقة جماعية وانتظار مستجدات الأزمة بدل البقاء في إسبانيا دون عمل في مجابهة الظروف المعيشية الصعبة• وأضاف عبد الكريم حواس أن مصالح القنصلية تعمل على قدم وساق من أجل التضامن مع الجالية، ورفع مستوى التعاون والتنسيق مع جمعيات المهاجرين لمساعدة المغتربين وعائلاتهم لتجاوز الصعوبات التي يواجهونها• وقال إن ''الأمر وصل إلى حد أن أصبح دبلوماسيو قنصلية أليكانت يسخّرون أيام عطلتهم الأسبوعية للتقرب من الجالية من خلال التنقل لمسافات طويلة جدا لملاقاتهم وتسليمهم وثائقهم وجوازات سفرهم التي طلبوها من القنصلية، وذلك تفاديا لتنقلهم المكلف إلى أليكانت في هذه الظروف المالية الصعبة التي يعانونها''، مذكرا بالمجهودات المبذولة من طرف مصالح قنصلية أليكانت مع الحرافة الذين يعانون الأمرين، وذلك من خلال التقرب منهم ومحاولة إقناعهم بضرورة العودة إلى الجزائر بدل البقاء تحت رحمة عصابات المخدرات أو الدعارة، قائلا إن ''لدينا دبلوماسيين شباب في القنصلية يقومون بدور بسيكولوجي كبير لإقناع الحرافة بضرورة التفكير في مستقبلهم بالجزائر، ويسعون لإنقاذهم من عصابات الجريمة التي تعمل على استدراجهم في الإجرام مقابل بعض الأوروات، مستغلة أوضاعهم وحاجتهم''، وختم نائب القنصل حديثه معنا بأنه قد تم إقناع عدد لا بأس به من الحرافة بالعودة إلى الجزائر، برعاية مصالح القنصلية وبتسهيلات على جميع المستويات•