التعاون مع الدول النامية والأزمة الاقتصادية ساهم في انخفاض عدد الحرافة أوضح، أمس، رئيس الفيدرالية الأوروبية لجمعيات الجزائريين، نور الدين بلمداح، أن بعض قوانين وزارة الخارجية السارية على الجالية المقيمة في إسبانيا تزيد من معاناتهم، وأن عدد المهاجرين غير الشرعيين في تناقص كبير جراء الأزمة الاقتصادية• وأضاف بلمداح في تصريح ل''الفجر'' أن الفيدرالية التقت، أول أمس، قنصل الجزائر بآليكانت وتمت مناقشة مشكل جوازات السفر الذي يشغل بال المهاجرين، بعد أن أصبحت وزارة الخارجية تطلب من المواطنين المتواجدين بإسبانيا عبر القنصليات حيازتهم وثائق إقامة كشرط أساسي لمنحهم جوازات سفر للعودة للوطن، في حين أنه لتلبية هذا الطلب يستلزم على المغتربين انتظار مدة 3 سنوات للحصول على الوثائق الإسبانية، وهو ما اعتبره بلمداح شرطا تعجيزيا جعل الجالية الجزائرية في حيرة من أمرها، خاصة مع انعكاسات الأزمة الاقتصادية على حالتهم، وأن الفيدرالية نقلت في جوان الماضي أثناء لقاء تم مع مصالح وزارة الخارجية بجنان الميثاق انشغال الجالية الجزائريةبإسبانيا حول هذا القانون، مشيرا في سياق رده على سؤال حول مصير الحرافة، بالقول ''لقد تناقص عددهم منذ مدة وأصبحت مصالح القنصليات الجزائرية تشهد إقبال عدد كبير منهم يطلب التراخيص الخاصة للعودة إلى الوطن''• وذكر بلمداح أن مسؤولا كبيرا في وزارة الداخلية الإسبانية تحدث إليه حول قضية منح جوازات السفر الجزائرية للمغتربين وما تعرفه من عراقيل، قائلا إن تغيير قانون منح الجواز يساهم في تسهيل المهمة للمصالح الإسبانية والجزائرية في مراقبة المهاجرين السريين ومعرفة المواطنين المفقودين والموجودين ضمن تنظيمات إرهابية، وأن استمرار العمل به يشجع الجريمة بعد فشل المهاجرين في الحصول على جوازات سفر، مضيفا أن ''القنصلية الجزائرية ترى عكس ما ذكره المسؤول الإسباني وأن إلغاء هذا القانون يشجع الهجرة غير الشرعية''• وذكر أول أمس وزير الداخلية الإسباني ألفري دو بيريث روبالكابا، أن السياسات التي طبقتها حكومة ثاباتيرو لتجنب قدوم مهاجرين نحو المملكة الإسبانية بدأت تظهر نتائجها تدريجيا، وأن الانخفاض الكبير لعددهم مقارنة مع سنة 2006 لدليل على نجاح إسبانيا في تقليص عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى شواطئها، بنسبة 26 بالمائة في السنة الماضية وذلك بفضل التعاون الكبير الذي تبديه الدول الإفريقية• وأضاف وزير الداخلية الإسبانية في مؤتمر صحفي نقلته ''رويترز'' أنه يشك في أن تكون الأزمة الاقتصادية التي تواجهها إسبانيا توقف زحف المهاجرين غير الشرعيين عن القيام بمحاولات للوصول إلى أوروبا، على اعتبار أن الوضع في إفريقيا بصفة عامة شديد القسوة والسوء من كل النواحي الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وأن الأزمة الاقتصادية التي يعرفها العالم لا أثر لها في إفريقيا من شدة البؤس منذ زمن بعيد، وأن المساعدات التي تقدمها اسبانيا لعدة دول إفريقية وتعزيز التعاون مع أخرى، تعتبر دولا نامية لصد قوافل المهاجرين السريين، أتت بثمارها وانخفضت نسبة الحرافة الذين أعيدوا إلى أوطانهم ب17 بالمائة مقارنة مع سنة 2008 حسب وزارة الداخلية الإسبانية، متوقعة انخفاض عدد المهاجرين الذين يتخذون من إسبانيا نقطة وصول بنسبة 40 بالمائة بين سنتي 2008 و2010 على اعتبار أن اقتصادها يعيش فترة ركود لم يعرفها منذ 50 عاما، ونسبة بطالة قدرها معهد الإحصاء الإسباني ب20 بالمائة هي الأعلى في الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد أن ساد اعتقاد لدى الإسبان أن الهجرة واحدة من المشاكل التي تواجههم، مما سيخلق ظواهر معادية وارتفاع الاعتداءات العنصرية•