أكد، أمس، رئيس الفيدرالية الأوروبية لجمعيات الجزائريين، نور الدين بلمداح، أن القنصليات الجزائرية بإسبانيا باتت تستقبل في الفترة الأخيرة ثلاثة طلبات ترحيل يوميا على الأقل لمهاجرين سريين للحصول على رخصة العبور بغية العودة إلى الجزائر، وأن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا جعلت المهاجرين يعيدون النظر في وجودهم فوق الأراضي الإسبانية• وأضاف نور الدين بلمداح في تصريح خاص ل ''الفجر''، أن أغلب المهاجرين المقيمين بطريقة شرعية أصبحوا يهرولون لقضاء عطلهم السنوية في الجزائر، خاصة منهم أرباب العائلات، وقال'' لقد أصبح المهاجر الجزائري الذي يملك وثائق إقامة فوق الأراضي الإسبانية يفكر في العودة إلى الوطن خاصة في العطلة، بسبب الارتفاع الفاحش للأسعار جراء الأزمة الاقتصادية''، موضحا في سياق حديثه عن المرسوم الذي جاءت به السلطات الإسبانية وينص على تخلي المهاجرين عن رخص إقامتهم وعملهم مع عدم العودة إلى اسبانيا لمدة 3 سنوات بعد المغادرة، مقابل تقديم تعويضات مالية، أن المهاجرين الجزائريين رفضوا القرار بنسبة 98 بالمائة، مكذبا في الوقت ذاته وجود جزائريين ضمن العدد الذي يتداول في المدة الأخيرة، في إشارة لما صرحت به في الأيام الماضية كاتبة الدولة الاسبانية المكلفة بالهجرة، كونسويلو رومي، التي قالت ''إن حوالي3000 مهاجر مقيمين بإسبانيا تقدموا بطلبات للاستفادة من مخطط العودة الطوعي''، وكذا وزير الشغل والهجرة الاسباني، كليستينو كورباخو، الذي أعلن في وقت سابق عن وجود 100 ألف طلب لمهاجرين يريدون الاستفادة من هذا الرجوع الطوعي• وأوضح رئيس الفيدرالية الأوروبية، أن الأزمة الاقتصادية تهدد الهجرة والمهاجرين، بعد أن أثرت بشكل كبير على الدول الأوروبية وأفقدت العمال على اختلاف جنسياتهم لمناصب شغلهم لتزداد نسبة البطالة، مشكلة بذلك ضغطا رهيبا على حكومات تلك الدول، وهو ما أشار إليه المسؤولون الأوروبيون ومنهم مسؤول المنظمة الدولية للهجرة، ويليام سوينغ، الذي قال في جنيف ''نحن قلقون على احتمال فقدان المهاجرين لوظائفهم والعواقب التي قد تترتب على ذلك، ولكننا نشعر بقلق أكبر إزاء احتمال أن ينظر البعض إلى المهاجرين باعتبارهم جزءا من المشكلة بما يدفعهم إلى مغادرة الدول التي يعملون بها''• وحذر نور الدين بلمداح من تزايد أعمال عنصرية وتمييز ضد المهاجرين الجزائريين رغم تطمينات السلطات الإسبانية• وفي رده على سؤال حول نظرة المواطنين الأوروبين للمهاجرين بعد تداعيات الأزمة الاقتصادية، قال ''التخوف نجده من الجانبين، فالسلطات الإسبانية تتخوف من تزايد أعمال السرقة والجريمة بصفة عامة، والمهاجرون يتخوفون من الاعتداءات العنصرية''، وذلك ما أدى، يضيف المتحدث، بالمسؤولين في قمة العشرين المنعقدة بلندن إلى وضع استراتيجية أوروبية لإنقاذ ما يمكن من اقتصاديات الدول، بعد أن أصبحت فرص العمل والبطالة المتفشية من الهواجس التي تخيف المفوضية الأوروبية• وذكر بلمداح أن هذا التخوف الكبير الملاحظ داخل الدول الأوروبية ومنها المملكة الإسبانية جعلت المهاجرين السريين يتوافدون إلى قنصلية الجزائر بأليكانت من أجل طلب رخصة الرجوع للجزائر لعدم امتلاكهم لمصاريف النقل، وأن المسؤولين الجزائريين، يقول المتحدث، ''تقوم بكل الإجراءات الخاصة بعودة هؤلاء الحرافة إلى أرض الوطن بعد ضياع أحلامهم في عز الأزمة الاقتصادية''، وأن عددهم يصل إلى ثلاثة يوميا كأدنى حد من المرحلين نحو الجزائر، بعد أن استبدلت الدول الأوروبية سياستها بفعل هذه الأزمة الاقتصادية، وتفاقم البطالة بسياسة تمييزية مبنية على توظيف اليد العاملة الوطنية، حسب ما صرح به ويليام سوينغ مؤخرا بجنيف ''هذا التشدد والإغلاق لأبواب الهجرة الشرعية سيقود لا محالة إلى اللجوء إلى شبكات الهجرة غير الشرعية الخطيرة وتضع المزيد من العراقيل بوجه تحرك البشر''•