من الممكن أن يضرب جنون البقر الجواميس السياسية عندنا، فيعمدون إلى شراء بطاطا الخنازير من كندا ويطعمونها للجزائريين، ويؤكدون أنها بطاطا بشرية، رغم أن البرلمان الكندي قد أقر بأنها بطاطا خنازير، ووجه مساءلة للحكومة الكندية، أما برلمان الجزائر، فإن نوابه وجهوا مساءلة للحكومة الجزائرية، يطلبون منها تعنيف برلمان كندا لأنه تدخل في شؤون الجزائر الداخلية! فما دخل برلمان كندا في حكومة الجزائر إذا هي أطعمت شعبها بطاطا الخنازير؟! واليوم ومن كندا أيضا، تستورد حكومة الجزائر لقاح أنفلونزا الخنازير ولعله لقاح للخنازير وليس للبشر• وعلينا أن ننتظر ما تقوله الحكومة الكندية والبرلمان الكندي كي نتأكد هل هذا اللقاء أنتج للبشر أم أنتج للقاح الخنازير! فرنسا نفسها اشترت كميات كبيرة من لقاح مماثل، وعندما أثيرت بشأنه ضجة تحملت الجهات التي اشترته المسؤولية ولم تحدث هذه البلبلة التي نعيشها نحن الآن• من حق الجزائريين أن يشكوا في جدية القائمين على شراء هذا اللقاح•• فمن اشترى بطاطا الخنازير يمكن أن يشتري أيضا لقاح الخنازير وليس لقاح البشر• المسألة إذاً لها علاقة باهتزاز ثقة الشعب في رجال حكمه، فلو قام الوزراء بشواء الشحمة على رؤوس أصابعهم لهذا الشعب لما وثقوا به، وتلك هي إحدى الصعوبات في تسيير البلد، صعوبات تداعيات اهتزاز الثقة• فمن يعتقد أن بإمكانه تسيير بلد بلا ثقة مواطنيه في حكامه هو واهم• ولعل هذا هو السبب الذي جعل حكومة الجزائر لا تستطيع النفاذ إلى رضا الشعب رغم ما تضخه من أموال في خدمته، فالمسألة إذاً مسألة ثقة• هكذا يصبح الفساد وغياب الثقة بين الحاكم والمحكوم عقبة أساسية في وجه التسيير الجيد للبلد•